جيش خالد بن الوليد!

تم نشره الثلاثاء 12 تمّوز / يوليو 2016 12:26 صباحاً
جيش خالد بن الوليد!
محمد أبو رمان

تؤكد مصادر إعلامية سورية أنّ من نفّذ عملية انتحارية قبل أيام أدت إلى مقتل باسم السمير، القيادي في الجيش الحرّ، هو أردني يكنّى بأبي حمزة المهاجر (نُشرت صورته على تلك المواقع)، ينتمي إلى جيش خالد بن الوليد، الذي يمثل امتداداً لتنظيم "داعش" في محافظة درعا.

أُعلن عن تأسيس جيش خالد بن الوليد قبل أكثر من شهر (24/ 5/ 2016)، عبر اندماج ثلاثة فصائل تدين بالولاء لداعش، هي "شهداء اليرموك" و"كتيبة المثنى الإسلامية" و"جيش المجاهدين". وأصبح هذا الجيش (خالد بن الوليد) يسيطر على قرى وبلدات تقع في حوض اليرموك؛ الريف الغربي لدرعا (نافعة، الشجرة، عين ذكر)، عند المثلث الحدودي ونقاط التماس بين الجولان والأردن وسورية.

بالرغم من دخول "الكائن الداعشي" الجديد في صدام مسلّح عنيف مع كتائب الجيش الحرّ و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" (جيش الفتح)، وفرض حصار عليه من قبل المعارضة السورية، إلا أنّه -أي جيش خالد بن الوليد- استطاع البقاء والمحافظة على بلدات في غرب درعا.

إذن، لم يعد "داعش" بعيداً عن حدودنا، فأصبح في المناطق الشمالية الغربية (حوض اليرموك)، والشمالية الشرقية (المحاذية لمخيم الركبان) يمتلك وجوداً عبر فصائل وكتائب مؤيدة له. ما يمثّل تحدّياً جدياً وحقيقياً للأمن الوطني.

تعتمد الاستراتيجية الأردنية في مواجهة التنظيم على أكثر من جانب، أكثرها أهمية هو دعم الجيش الحرّ والفصائل المعتدلة. وهي السياسة التي أطلق عليها -أردنياً- "الوسادات"، وأثبتت أنّها من أكثر الوسائل فعالية وقوة حيوية، وتتفرع إلى تدريب المعارضة السورية لمواجهة التنظيم.

خلال الأعوام السابقة من الثورة السورية (2011-2014)، ساعدت الاستراتيجية الأردنية على ضمان درعا "خالية من داعش"، إلى أن وقع التدخل العسكري الروسي، وقلب الموازين في سورية، بعد أن أوشك النظام السوري على الانهيار عسكرياً.

كانت فترة "الهدنة العسكرية" في درعا، وما تخللها من تذمر وتململ لدى الجبهة الجنوبية وفصائلها من الوضع القائم، ثم خرق الجيش السوري للهدنة وسيطرته على قرية الشيخ مسكين، كل ذلك أدى إلى "اختلال معادلة درعا" وولادة "داعش"، عبر إعلان "شهداء اليرموك" مبايعة التنظيم (بعد أن دخلت في صدام مع جبهة النصرة). ثم تطورت الأمور لاحقاً لانضمام كتيبة المثنى بن حارثة وبعض الفصائل الصغيرة لها، والإعلان عن تأسيس "جيش خالد بن الوليد".

الدرس المستفاد، أردنياً، هو أنّ درعا تمثّل خطا أحمر أردنيا، بل هي جزء من الأمن الوطني الأردني. وأي اختلال فيها، قد يؤدي إلى فوضى وصعود "داعش"، وينتج عنه ثلاثة أخطار رئيسة كبيرة (تحدثنا عنها سابقاً)؛ الأول، هو ولادة "داعش" ونموه على حدودنا. والثاني، مئات الآلاف من الأشقاء اللاجئين. والثالث، انتقال المعارك والصراع إلى الحدود الأردنية (بدلاً من أن تكون على بعد عشرات الكيلومترات).

في مرحلة سابقة، حاول الأردن التركيز على عدم التدخل في الشؤون السورية، مع مشاركته في تكريس حالة "الهدنة" في حوران. لكن الخطاب الأردني من المفترض أن يكون أكثر وضوحاً وصراحة في العلاقة مع الدول والقوى الأخرى، بخاصة الروس والإيرانيين والنظام السوري، مع وجود إرهاصات لمحاولات تنشيط جبهة الجنوب-درعا، لاستثمار الصراع الراهن بين الفصائل السورية.

الرسالة الأردنية المطلوبة هي أنّ درعا جزء من الأمن الوطني الأردني، ونحن من يدفع الثمن فوراً لما يحدث فيها. لذلك، لا بد من أن نكون طرفاً مباشراً في أي تطور يحدث في درعا، وأن نجلس إلى الطاولة مع الآخرين، إلى أن يخرج "الحل السياسي" إلى الوجود.

(الغد 2016-07-12)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات