لماذا تتعامون عن أرض الدولة؟!

تم نشره الثلاثاء 12 تمّوز / يوليو 2016 12:30 صباحاً
لماذا تتعامون عن أرض الدولة؟!
ماهر ابو طير

اثير موضوع منح المواطنين قطع اراض، بشكل دائم، فأغلب الارض في البلد، ملك الدولة، وقد عولج الامر بطريقة خاطئة، ذات مرة، حين تم منح اهالي معان، قطع اراض، دون فرز، ودون خدمات، ودون اي رؤية لهذه الارض، فأثار الامر ردود فعل سلبية على كل المستويات، مع ترك بقية المحافظات، دون تطبيق الامر عليها ايضا. اليوم، نعيد طرح الموضوع، فلا بد من تقديم شيء للناس، سواء أكانوا العاملين المدنيين والعسكرين، والمتقاعدين منهم، او كل المواطنين، عبر مسربين، الاول قطعة الارض للبناء، والثاني قطعة الارض للاستصلاح الزراعي. للاسف الشديد، يتم تخصيص اراض كبيرة لمتنفذين، وهذا امر جرى في مناطق مختلفة في المملكة خلال عقود، وهؤلاء حصلوا عبر علاقاتهم ونفوذهم على قطع اراض عادية او زراعية، واستملكوها، دون ان يسألهم احد، برغم ان التفويض هنا، يخفي فسادا من شكل آخر، وهذا الفساد هو احد اسباب الغضب في نفوس الناس، حين يرون الجهات الرسمية تلاحقهم على رخصة بناء، او لهدم غرفة مقامة في منطقة نائية، بشكل مخالف للقانون، وفي الوقت ذاته، يوزعون ارض البلد، على المتنفذين يمينا ويسارا، ولو طلبنا اسماء الذين تم تفويضهم اراضي، لاصيب بعضنا بصدمات، فليس كل مايعرف يقال. لابد من توزيع قطع ارض على المواطنين ضمن اي معيار، ولو نصف دونم، مع وجود مخطط ورؤية لتلك القطع، عبر تخطيطها وفرزها ورسم شوارعها، وايصال الخدمات لها، بشكل معقول، وان يساعد صاحبها، ولو بدفع دفعة بسيطة، مثل 500 دينار مقابل ايصال الخدمات، اذا كان هذا كافيا، مع وجود رؤية للمنطقة ذاتها من مدارس وبقية الخدمات، اما الاعلان عن دونم لكل مواطن، هكذا وسط الصحراء، دون رؤية وتخطيط، فهو امر مثير للغثيان والتندر على حد سواء، فليس هكذا تبنى المدن، ولا يكرم الانسان في وطنه بمنحه اطنانا من الرمل ليجلس فوقها. الاف المتعطلين عن العمل في كل مكان، وهناك مواقع تمتلكها الدولة صالحة للاستصلاح الزراعي، والسنين التي اضاعها كثيرون من عمرهم، كانت كافية لاستصلاح هذه المواقع، وعلى الرغم من ان الزراعة غير مربحة، الا اننا حين نفعل ذلك، نقدم للانسان ممتلكا خاصا، يستطيع الاستثمار الزراعي فيه، فوق بناء صغير، له ولعائلته مستقبلا. هذه ليست احلاما وردية، ولو كانت هناك نوايا حقيقية، لاسسنا شركة للاعمار، شركة تكون ناجحة، دون فساد ودون نهب، مهمتها اعمار مناطق كثيرة في البلد، بدلا من تحول الناس الى مجرد زوار في بلدهم، لا وظائف ولا بيوت ولامستقبل. اذا كنا نريد ان نقبل المديونية والعجز، فعليكم ان تفكروا بطرق ابداعية، لتعويض الناس، لو توافرت النوايا، طرق ابداعية لاتتعب الناس، وتقدم لهم شيئا في بلدهم، والمؤكد ان الابداع في هكذا حلول بحاجة الى اناس مبدعين، ويخافون الله اولا، فالابداع دون ضمير، يعني مشروعا جديدا للنهب.

(الدستور 2016-07-12)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات