ذيبان
لن أبتعد كثيرا عن مقالة كتبتها في بداية الازمة، وارى انها تصلح مرة اخرى للحديث عما يجري اليوم في ذيبان واليكم المقالة:
(أعجبتني عبارة كتبها الزميل راكان السعادة تعليقا على ما جرى في ذيبان اختصر فيها كثيرا من المواقف والكلام، سعايدة يقول: «لا أحب أن تُكسر هيبة الدولة، أو أن يستقوي عليها أحد، لكن على الدولة أن تكون أكثر حكمة، وأن تسعى في الحوار، والحلول السياسية، لا الحلول الأمنية».
ما جرى في ذيبان كان مفاجئا وسريعا، وقد تكون فيه من الالغاز الكثير الكثير، لكنه في المحصلة سيئ التوقيت ولا يتناسب مع دقة الظرف الذي نمر به.
خيمة ذيبان قديمة، منذ عهد حكومة النسور، لم تلتفت لها الحكومة كثيرا، وتركتها لمزيد من الغضب والتسييس، لكن السؤال لماذا الان؟ ولماذا الشدة من الحكومة؟ ولماذا كانت ردود الفعل قاسية من قبل الناس؟
قبيل احداث ذيبان بأيام فقدنا ثلة من جنودنا على الحدود في عمل ارهابي يستهدف البلد، فكانت اللحمة عنوانا للرد على الجريمة.
حينها لم اتوقع ان نرى توترا كبيرا «بحجم ما جرى في ذيبان» كرد على حاجتنا للتساند والتعاضد، لكن للاسف هناك من لا يدرك حجم التحدي وطبيعته.
على الدولة ان تدرك ان ثمة رؤوسا حامية لا زالت لم تفهم حقيقة ما نمر به من صعوبات، وعليها ان تدرك ان بعض رجالاتها في موقع المسؤولية لا تعرف كيفية التعامل مع هؤلاء.
اصدقكم القول أنني شعرت بالقلق والخوف، فنحن احوج ما نكون للهدوء في الشارع وفي كل مكان، وبحاجة ايضا لمسؤول يحاور ولا يضرب، كما اننا تواقون لجمهور يحترم الدولة ولا يقبل التنمر عليها.
على المعنيين اتخاذ الاجراءات السريعة لاحتواء الموقف قبل تفاقمه اكثر، فلن نقبل الا بهيبة الدولة المفروضة على الجميع، كما لن نقبل بمراهقة حكومية تصنع الازمات، فالوطن اهم).
(السبيل 2016-07-14)