مطلوب قدر من التضخم!

تم نشره السبت 16 تمّوز / يوليو 2016 01:37 صباحاً
مطلوب قدر من التضخم!
د. فهد الفانك

يتوقف الكثير على معدل النمو الاقتصادي كما تعكسه بيانات الناتج المحلي الإجمالي ، ذلك أن أهم المؤشرات المالية والاقتصادية تتأثر بشكل مباشر بحجم الناتج المحلي الإجمالي محسوباً بالأسعار الجارية ، أي أن النمو المقصود في هذه الحالة ليس ما يسمى النمو الحقيقي بالأسعار الثابتة الذي لا يكاد يهم أحداً ، بل النمو بالأسعار الجارية والأرقام الفعلية.

في مقدمة المؤشرات التي تقيس النجاح أو الفشل في تحقيق الاهداف المرسومة: عجز الموازنة الذي يقاس كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية ، وزيادة المديونية التي تحسب كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية أيضاً.

التركيز الجاري على تخفيض عجز الموازنة عن طريق زيادة الإيرادات وضبط النفقات غير كاف ٍ لأن هذا العجز ليس سوى نسبة من الناتج المحلي الإجمالي ، أي أن العجز يتسع أو يضيق ، ليس فقط على ضوء التغير في حجم الإيرادات والنفقات ، بل أيضاً على ضوء نمو الناتج المحلي الإجمالي ، وكلما تحقق نمو في هذا الناتج كلما تحسنت مؤشرات العجز والمديونية.

النمو بالأسعار الجارية يعني النمو الحقيقي مضافاً إليه نسبة التضخم ، والمقصود بالتضخم في هذه الحالة ليس تطور أسعار سلة المستهلك على أهميتها ، بل المخفض Deflator الذي يحسب على جميع عناصر الناتج المحلي الإجمالي.

إلى جانب الهدف المرسوم لعجز الموازنة محسوباً بملايين الدنانير والحركة الجارية على المديونية من حيث المبالغ المسحوبة والمسددة ، فإن السؤال يدور حول توقعات النمو في الناتج المحلي الإجمالي. وبشكل خاص ما إذا كان هناك نمو إيجابي أم جمود أم تراجع.

المؤشرات الاقتصادية خلال الربع الأول من هذه السنة جاءت في مجملها سلبية ، فهناك تراجع ملموس في الصادرات الوطنية ، السياحة الواردة ، حوالات المغتربين ، كميات الإنتاج الصناعي ، أسعار المنتجين الصناعيين ، تدفقات الاستثمارات الخارجية ، المنح الخارجية الواردة إلى آخره.

إذا كان الأمر كذلك ، وسمح له بالاستمرار طيلة هذه السنة ، فمن أين ياتي النمو الاقتصادي الإيجابي؟.

هنا يدخل معدل التضخم كعامل مساعد في تحسين الصورة ، ومن هنا التشاؤم من انخفاض معدل التضخم إلى ما دون الصفر واعتبار ذلك خطراً. المأمول أن يرتفع التضخم (المخفض) في سنة 2016 إلى مستوى 3% مما يساعد في تحقيق أهداف وشروط برنامج الإصلاح الاقتصادي.

(الرأي 2016-07-16)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات