الأولى على المملكة.. مسيرة مثابرة وتفوق
المدينة نيوز :- بالكاد بدت الراحة تتسلل إلى نفس الطالبة "ريم سليمان سعيد بنات" التي حازت المرتبة الأولى على المملكة في امتحان الثانويو العامة للدورة الصيفية لعام 2016؛ وذلك عقب حرمانٍ من الراحة لما يزيد على العام.
بنات مع تفوقها بامتحان التوجيهي وجصولها على المرتبة الأولى بالفرع الأدبي بمعدل 99 بالمئة، شعرت بميلاد فرحة اشرقت في روحها انعكست بالبشر والسرور على أفراد عائلتها بمجرد إعلان وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات اسمها ضمن قائمة الأوائل.
فالمفاجأة كانت أعظم مما تصورت، إذ لم تصدق "ريم" ما التقطته مسامعها أنها صاحبة المعدل الأعلى على فرعها الأدبي ، بل والأولى على مستوى المملكة.
بكلمات الحمد والشكر لله، رددت ريم في حالة من هول الذهول والصدمة لما جاء ضمن إعلان الوزير لإسمها.
تقول أولى المملكة: "قفزت والدتي نحوي ورددت الأولى على المملكة يا ريم ..الاولى على المملكة..!!"، فيما الشرود كان يتملك ريم، حتى ساعة تواصل "السبيل" معها فور اعلان نتائج الثانوية العامة.
غابت عنها الكلمات في بحث عن إجابة على تساؤلات، بينما الشرود كان ما يزال يمعن سيطرته على كيانها، مكتفية بالقول: "توقعت معدل اقل من ذلك، معدلي الفصل الاول كان 98,8%، ما بعرف كيف ارتفع الى 99%".
حصدت ريم المركز الأول على المملكة، عقب جد وسهر ومتابعة ومواصلة ساعات الليل بالنهار في الدراسة لاجتياز امتحان الثانوية العامة بتفوق ونجاح باهر.
لم تحسم ريم أمرها بشأن التخصص الجامعي الذي تنوي دراسته، غير انها قالت لـ"السبيل" إن أمامها ثلاثة خيارات، إما دراسة المحاسبة أو الحقوق أو اللغة الانجليزية.
والدة ريم كانت الأكثر تحفيزاً لها على الدراسة، وباتت جملتها المعتادة التي تكررها على الدوام أمام ابنتها "ريم رح تجيب معدل الـ 100% في التوجيهي باذن الله.. الـ 100 يا ريم".
ودأبت الوالدة تحث ابنتها على مواصلة الدراسة لامتحان الثانوية العامة مرددة على مسامعها "اليوم اللي بروح ما برجع".
وكأن الوالدة تعوض بريم حلماً حرمت من تحقيقه، اذ كانت تقطن في دولة الكويت أثناء صباها مع ذويها، واجتازت امتحان الثانوية العامة بمعدل تجاوز الـ 90%، فيما كانت عزامةً على الالتحاق في الجامعة، غير أن اجتياح النظام العراقي في أول التسعينات للكويت، العودة لاحقاً إلى الأردن وأد حلمها، وتزوجت وعملت ربة بيت لأسرتها ، وورثتهم حلمها ذاك.
لم تكن تلك المرة الاولى التي تولد فيها الفرحة في منزل ريم ، وانما سبقتها فرحة اخرى العام الماضي حينما حصد شقيقها سعيد سليمان بنات المركز الأول في التوجيهي للفرع الصناعي على مستوى المملكة ، ويدرس حاليا الهندسة المدنية في الجامعة الأردنية.
اعتمدت ريم في مذاكرتها على نفسها، وتمكنت من تكريس كافة وقتها للتحضير والمراجعة والحفظ وحل الواجبات، فبمجرد عودتها من المدرسة تتناول طعام الغداء وتأخذ قسطا من الراحة مدة ساعة، لتباشر عقب ذلك دراستها حتى يعم المساء.
تهدي ريم نجاحها لوالدتها ووالدها الذي يعمل مصمم أزياء ، كما تهديه الى معلماتها، وخصت معلمة اللغة العربية غادة بالشكر والثناء، لافتة الى أنه كان لها الدور الأكبر في تحفيزها على الدراسة، وتشديدها على ضرورة ان يكون لها صلة خاصة بالله كي يرعاها ويحقق أمانيها.
تسكن ريم في ضاحية الياسمين الواقعة شرق جنوب العاصمة عمان، وتخرجت من مدرسة ثانوية اليرموك للبنات، مشيرة الى أن شعارها الذي رفعته على الدوام أن "لا مستحيل في الحياة طالما أنك تأخذ بالأسباب وتعمل".
وفي ختام حديثها وجهت الأولى على المملكة رسالة الى طلبة التوجيهي قائلة: "الدراسة في مرحلة الثانوية العامة ليست صعبة، والمثابرة والتحدي يذلل الصعاب". " السبيل "