بديل اقليمي..العرب
![بديل اقليمي..العرب بديل اقليمي..العرب](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/b17e524640be97cb7a1398a0854adfe6.jpg)
انعقدت القمة العربية في موريتانيا، بغياب اغلب الزعماء العرب، ولو حضروا جميعا، لما اختلف شيئا، فقد حضرنا قمما عربية، شارك بها كل الزعماء، فكانت حبرا على ورق. لايمكن لهذا الجسم التنظيمي المسمى جامعة الدول العربية ان يبقى كما هو، بسبب التغيرات الهائلة التي تجري في المنطقة، على مستوى الخريطة، والانظمة، والشعوب، والازمات، وقد عكس هذا الجسم منسوب الهشاشة العربية، وطبيعة التعقيدات في العالم العربي، ويمكن القول بكل بساطة ان العرب عليهم بناء نظام اقليمي جديد، ومؤسسة اقليمية جديدة، بمعزل عن كونها مؤسسة عربية بما تعنيه الكلمة. لايمكن اليوم، مواصلة الكلام عن العالم العربي بمعزل عن دولتين اقليميتين، هما ايران وتركيا، والملفات العالقة معهما بشكل واخر، اذ ان جميع المواجهات مع البلدين، عبر تصدير ايران لثورتها وتحكمها في دول عربية معينة، وتمدد تركيا عبر جماعات محددة ايضا في دول اخرى، وهذه المعركة الجارية لتقاسم المنطقة، بين الدولتين، في ظل وجود احتلال اسرائيلي، من خارج جسم المنطقة اساسا. برغم ان الايرانيين والاتراك، على صلة بمؤتمرات العرب، التي تقيمها جامعة الدول العربية، او القمم الاسلامية، التي تقيمها منظمة التعاون الاسلامي، الا اننا امام وضع شائك، لابد من حسمه تماما، عبر انشاء نظام اقليمي عربي يضم ايران وتركيا، والوصول الى تفاهمات مع البلدين، على اساس حل النزاعات، في المنطقة، ووقف محاولات التمدد، من اجل مواجهة تحديات كثيرة، اقلها اخطار اسرائيل، والتطرف، وغير ذلك من اخطار. لقد اثبتت كل المواجهات مع ايران وتركيا، ان الكلفة مرتفعة جدا، وكل محاولات صدهما عن المنطقة، لم تنجح تماما، ولنا نماذج عن تمدد ايران في العراق، وتمدد تركيا في مصر عبر الاخوان المسلمين، والذي يحصر الكلف السياسية والعسكرية والاجتماعية، يكتشف ان كل المنطقة تنتحر، في صراعات يتم تأجيجها نيابة عن الاخرين احيانا. حتى هذه اللحظة لا احد يجرؤ على الاعتراف بالفشل الكلي لجامعة الدول العربية، والحاجة لبناء نظام اقليمي جديد عنوان «العرب + 2» اي العرب وتركيا وايران، بما يفضي الى تفاهمات تنهي ارهاق المنطقة، وتوقف الصراعات والاستنزاف، وتؤدي الى بناء منظمة اقليمية جديدة، بديلة عن جامعة الدول العربية، بشكل جديد وواع ومختلف تماما عما رأيناه، ما دمنا نرى بأم اعيننا انه لايمكن صد الدولتين تماما، ولايمكن ايضا الاستمرار في حروب تأكل الاخضر واليابس، وفي ظل اقرار العرب ذاتهم بفشل الجامعة. مشكلة القمم العربية انها تعيد انتاج الصراعات، فكل مرة يختلفون حول تركيا وايران، واحيانا يختلفون حول اسرائيل، وقد آن الاوان ان نرى عربا شجعانا، يقرون بحاجتنا الى نظام اقليمي جديد، دون ان يكون هذا النظام مناسبة لتسلل اسرائيل اليه، باعتبارها ترى ذاتها من الاقليم وفيه.
(الدستور 2016-07-26)