الأردن : المناطق الحضرية الأكثر انتشاراً للزواج المبكر
المدينة نيوز :- كشفت الاستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي في الاردن حتى العام 2020 ان ظاهرة الزواج المبكر- قبل سن (18) عاما- ما يزال منتشرا بالمملكة.
وبينت الاستراتيجية التي اطلقها المجلس الصحي العالي اخيرا ان المناطق الحضرية الاكثر انتشار للزواج المبكر لكلا الجنسين بنسبة (10.8% ).
واعتبرت الاستراتيجية ان ظاهرة الزواج المبكر بدأت تنتشر في المجتمع الاردني بشكل لافت حيث يمثل الزواح المبكر مشكلة اجتماعية لا تقتصر على زيادة معدلات الانجاب ومعدلات النمو السكاني بل تتعدى ذلك الى انعكاسات على تدني الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية على الفتاة والتي تساهم في مساندة معدلات الانجاب المرتفعة.
وقالت الاستراتيجية ان بعض العائلات الاردنية والسورية تلجأ الى تزويج ابنائهم قبل اتمامهم سن (18) وبالتالى حرمانهم من التمتع بحياة صحية وفرص تعليم مما ينعكس سلبا على وضعهم داخل اسرهم ومجتمعهم.
واشار صندوق الامم المتحدة للسكان بعنوان «يتزوجون وهم صغار جدا / زواج الاطفال» ان الزواج المبكر يحرمهم من حقوقهم ويعرضهم للخطر ويقف عائقا امام التعليم والصحة والانتاج وخاصة لفئة الاناث.
واشار تقرير الامم المتحدة بهذا الشأن ان هناك زيادة متوقعة في حالات الزواج المبكر لعدة دول من ضمنها الاردن وخاصة بين اللاجئين السوريين الذي يبلغ عددهم زهاء 1.4 مليون لاجىء جلهم من الاطفال والفتيات اذا ما استمر هذا الوضع على وضعه الحالي دون تدخل واتخاذ اجراءات او تفعيل تشريعات للحد منه.
وعرضت الاستراتيجية ان الفتيات غير المتعلمات هن عرضة للزواج المبكر ثلاثة اضعاف الفتيات المتعلمات.
وبين تقرير عن الزواج المبكر في الاردن وعرضته الاستراتيجية في ملفها ان نسبة هذا النوع من الزواج في الاردن قبل بلوغ الفتيات 18 عاما بلغ (10.2%) علما ان منها (7.1%) يقع في المناطق الريفية و(10.8% ) يقع في المناطق الحضرية من حيث التعليم لهذه الفئة من الفتيات كانت 14.1% منهن غير متعلمات و17.7% متعلمات للمرحلة الابتدائية و15.5% حاصلات على تعليم ثانوي فاعلى.
ومن حيث ثروة الاسرة وتقسيمها الى 5 درجات ( الافقر- فقير–متوسط -غني- الاغنى) جاءت النسب كما يلي: ان 13.6% ينتمين الى الاسر الافقر و12.6% ينتمين الى الاسر الفقيرة و12.5% ينتمين الى الاسر المتوسطة و10.8% ينتمين الى الاسر الغنية و4.2% ينتمين الى الاسر الاغني.
وفي دراسة صادرة عن اليونسيف بعنوان (الزواح المبكر في الاردن ) اعلنت عام 2014 ان النسبة العامة للزواج المبكر في الاعمار من 15-17 عاما كانت 13.2% (كانت بين الاردنيين 12.7% والفلسطينيين 17.6% والسوريين 25% والعراقيين 4% وجنسيات اخرى تعيش على ارض المملكة 7.3%.
واشارت الاستراتيجية ان نسبة الزواج المبكر في الاردن كانت 12.6% عام 2012 منها 7.4% اناث و0.5% بين الذكور عام 2015.
ووفق احصائيات مديرية الاصلاح والتوفيق الاسري في دائرة قاضي القضاة لعام 2015 فان النسبة الكلية لزواج القاصرات في المملكة للاردنيين بلغت 13% فيما ترتفع عند السوريين لتصل الى 35%.
وللحد من ظاهرة الزواج المبكر ومخاطرة وخاصة على الفتيات وضع المجلس الاعلى للسكان خطة لرفع وعي المجتمع المحلي بالاثار السلبية لهذا الزواج «المبكر» الصحية والاجتماعية والنفسية والعلمية والاقتصادية على كلا الجنسين وتعزيز الاتجاهات والممارسات الايجابية لدى المجتمع المحلي لتطبيق الحد الادني للسن القانوني للزواج (18) سنة وما فوق للجنسين وحشد القضاة الشرعيين في دائرة قاضي القضاة وكسب تايدهم للتاكد من صحة قرار القضاة في ايجاز الزواج لمن هم اقل من عمر 18 سنة من كلا الجنسين ونجح في ذلك.
وفيما يتعلق بالاثار الصحية على الزواج المبكر شرحت الاستراتيجية ان صغر سن الفتاة عند الزواج الاول يعرضها لكثير من المخاطر الصحية التي تصاحب الحمل المبكر وفي مقدمتها العقم وفقد الاجنة ووفيات الامهات بالاضافة الى المشكلات الاجتماعية الاخرى والى انتهاك حقوق الانسان المشروعة للفتيات ومنها حق الفتاة في التعليم وتنمية القدرات والاختيار الواعي دون اجبار على شريك الحياة والحق في ضمان تكافؤ الزواج وبناء علاقات اسرية سوية وينعكس اهدار تلك الحقوق سلبا على نوعية وجودة الحياة للفتاة وعلى صحتها الانجابية وعلى قدرة الاسرة على القيام بواجباتها في تربية الاطفال وخاصة ان بناء الاجيال الجديدة مرهون بخصائصها حيث ان الفتاة تتولى الدور الاكبر في تربية الطفل مقارنة بالرجل.
ظاهرة الزواج المبكر تؤثر على ارتفاع معدلات الانجاب وزيادة النمو السكاني وضعف مشاركة المراة في سوق العمل وفق المجلس الاعلى للسكان.