الجبهة الجنوبية... ما القادم
تصريحات وزير الدفاع الأمريكي «اشتون كارتر» المتعلقة بإعادة فتح الجبهة الجنوبية يجب أن تؤخذ أردنيا على محمل القلق والجدية.
ببساطة جيش النظام السوري حقق اختراقات كبيرة في حلب، واكبه تردد عند خصوم الاسد، وامريكا بدورها تبدو عاجزة ومكتفية بالقول إن الاسد خرق القرار الاممي رقم 2254.
هذه الأجواء جعلت الولايات المتحدة تفكر بالجبهة الجنوبية، والرهان سيكون على «جيش سوريا الجديد»، ما يعني تسخين الجبهة الجنوبية ومدها بمزيد من العتاد والإرادة للحرب.
طبعا الحديث الأمريكي يذهب الى قتال تنظيم داعش من خلال الجبهة الجنوبية، لكن هل سيقبل النظام السوري وحلفاؤه الامر، وهل سيكتفون بالمراقبة.
لا أظن ذلك، فالنظام السوري سيرى نفسه في دائرة الاستهداف، وسيفهم ان فتح الجبهة الجنوبية في هذا التوقيت له علاقة بما جرى ويجري في حلب.
من هنا قد تدخل حدودنا الشمالية في مرحلة تحدٍ جديدة غير مسبوقة، فالمواجهات المحتملة كبيرة وكلفتها عالية، وتحتاج الى استعدادات من نوع مختلف.
ان فتحت الجبهة الجنوبية بالشكل الذي طرحة وزير خارجية الولايات المتحدة، فاننا سنشهد موجات لجوء كبيرة، كما ان عناصر من المقاتلين سيتدفقون علينا ويشكلون تحديا أمنيا كبيرا.
قادم مؤرّق، لكنه يحتاج الى استعداد، فقد نجد انفسنا في مواجهات مع أطراف لم تكن بالحسبان كالجيش السوري وحزب الله وميليشيات إيران.
كيف سيفكر الأردن سياسيا في قادم الايام؟ لا أدري، وكم هو مطلع على التفكير الامريكي؟ لا ادري ايضا، وكم يملك من قدرة على التحكم بالصورة؟....لا أعلم ايضا.
(السبيل 2016-07-31)