اسباب حضور هؤلاء عشاء المجالي في دابوق
المدينة نيوز – خاص – كتبت داليدا العطي - : عطفا على خبر العشاء غير الأخير الذي تناوله السيد سمير الرفاعي ووالده و20 شخصية في منزل معالي عبد الهادي المجالي في دابوق ليل الاحد ، فإن ( مهدية ) وهي سيدة بدوية تعيش في الصحراء ويريد متصرف القويرة ومحافظ العقبة أن يسلباها أرضها بالقوة ، رغم أن لديها تفويضا من الديوان الملكي ، بعثت إلينا بهذه الرسالة التي تمنت نشرها وها نحن نفعل :
السيد رئيس تحرير هذا الموقع المحترم :
لا يغركم أنني أعيش في الصحراء ولا أدري ماذا يدور في دابوق ترى كل بدوية لدينا هي زرقاء اليمامة في البصر والملاحظة ، ولدينا أيضا الحمام الزاجل الذي نعرف بواسطته أخبار المجالي وارشيدات والرحيمي والمومني وأبو حمور وناصر جودة وفايز الطراونة ونايف الفايز وفارس القطارنة وفراس المجالي ويحيى القرالة وسامي قموة وعبد الله زريقات ومصطفى عماوي الذي كان نائب شعب ولا أدري ماذا أصابه وغيرهم ممن حضروا العشاء الذي كان طنانا رنانا ويكلف الشيء الفلاني والله يزيد ويبارك .
كنا نود – نحن الاردنيين – المجبولين بهذه الارض والتي دفعنا في سبيل عزتها ونشأتها الغالي والنفيس ، كنا نود أن لا ندعى إلى دابوق وفعلا لم تتم دعوتنا ، صدقوني ، لو دعاني وأولادي الـ 20 الوزير السابق وغدا اللاحق سهل أو لو دعاني زيد الرفاعي بحاله وأحضر لي طائرة مروحية إلى الصحراء فوالله لن أحضر لأنني باختصار ماني مضحكة .
ما عاش اللي يضحك على مهدية البدوية ، فهؤلاء الذين حضروا عشاء دابوق من وزراء وأعيان ورؤساء وزارات وشخصيات ثقيلة جلسوا يجسون نبض بعضهم البعض ، وأقسم بالله وبروح ابوي ما واحد فيهم يحب الثاني ، والقصة وما فيها ( مصالح ) وهي على النحو التالي :
المجالي ، وبعد أن حل البرلمان بالطريقة التي حل بها ، اكتشف أن جناحيه تمت قصقصتهما بقرار ملكي ، إذ إن حل البرلمان كان بالنسبة للمجالي ضربة كادت تودي به إلى غرفة الإنعاش لا سمح الله ، على اعتبار أنه كان يعد العدة لانتخابات الرئاسة ، وكان - من كنا نظن أنهم يعلمون - لا يعلمون شيئا ، والقرار الملكي كان مفاجأة حتى لنادر الذهبي الذي لم يحضر عشاء المجالي ولم تتم دعوته لكي لا تبرز الحساسيات مع بعض الشخصيات التي لا تكن له أي مودة ، ولذلك فإن المجالي اعتذر له مسبقا على عدم توجيه الدعوة ، هكذا علمنا ، وبذهاب الرفاعي الأب ، يتبين حجم المأزق الذي يعيشه الرفاعي الإبن وإن كان لا يعلن ذلك على الملأ ، فالرجل أدرك بأن المجالي وحزبه يعتبر الآن بيضة القبان في ترجيح بقاء الحكومة من عدمها ، خاصة بعد أن يحصد الحزب في الإنتخابات النيابية مقاعد بحجم غير متوقع حسب قراءات حزب التيار نفسه ، وحسب قراءات مجسات الحكومة ، وإذا شارك الإسلاميون في الإنتخابات فإن هذا الحزب سيكون الكفة المقابلة لكفة الإسلاميين في المجلس القادم ، مما يعني أن رئيس الحكومة لا غنى له عن المجالي وحزبه ، وسبق وأعلنها المجالي نفسه أن حزب التيار ما كان ليكون لولا الإسلاميون .. وكما كان نادر الذهبي يغازل المجالي من اجل عيون كتلته البرلمانية ، وقضى آخر أيامه ( سري مري ) من عند المجالي والمجالي ( مري سري ) من وإلى الدوار الرابع ، فإن الرفاعي سمير يعلم بحكم إطلالته على المشهد السياسي الداخلي والحسابات الحساسة أن المجالي هو قطب الرحى ، وغير صحيح منافسة أي حزب لحزبه بمن في ذلك الجبهة الوطنية الموحدة وغريمه التقليدي معالي أمجد ابن الشهيد هزاع .
إذن ، فقد عاد المجالي ( الذكي ) على سكة الحزب هذه المرة ، ولا يعنيه كثيرا أن يكون عينا أو رئيسا للأعيان أو عضوا في مجلس النواب فرئيسا له من جديد ، لم يعد يعنيه ذلك طالما أنه بات الزعيم الأوحد لأكبر حزب فاعل يدين له بالولاء والطاعة بمن فيهم طبعا النواب القادمون تحت يافطة التيار .
لقد تمكن المجالي بما يمتلكه من حنكة وقوة أن يطغى على المشهد اليوم في العلن وفي الظل ، وإذا وصل الأمر بسمير الرفاعي وبوالده أن يغازلا المجالي فإن هذه الحكومة لن تختلف عن حكومة الذهبي السابقة سوى بتغيير الوجوه .
أمر هام : هل مشاركة أيمن الصفدي تعني رسالة أخرى بالموافقة على التكتل مع الحكومة ضد أعدائها وهم كثر وبعضهم تيارات سياسية على رأسها الإسلاميون ..
ربما ...
نفس مشهد دابوق عاشه الأردنيون في جبل عمان في منزل الأب ايام القوة والتنافس مع جماعة مضر بدران ، ويعيشه الأردنيون اليوم ، وإن لم يكن من نفس المتنفذين ، فمن ابنائهم أو أحفادهم وسيظل الأمر كذلك حتى تقوم ناقة صالح .
ترى ، هل تعرفين يا داليدا صالح ابن ارشيدات الذي حضر العشاء .
هو أيضا من النافذين في الظل ، وسيعود نافذا ا في العلن ، وإن تم إشراك نواب الأحزاب في الحكومة فإن ذلك يعني أن ارشيدات سيعود بمنصب رفيع وأغلب الذين حضروا العشاء من الأسماء غير الثقيلة ، هم أعضاء في التيار وأيضا في حكومة الرفاعي الثانية التي تقول معطيات إنه سيشكلها عقب الإنتخابات ، فقد جرت العادة أن يستقيل رئيس الحكومة في مثل هكذا استحقاق .
لربما يستقيل الرفاعي ، ولربما كذلك أن يعود لتشكيل حكومة ولكن هذه المرة من شخصيات دابوق .