حلب «الكر والفر»
في الاحياء الشرقية من مدينة حلب اطلق السكان النار ووزعوا الحلويات ابتهاجا وذبحوا الخراف ابتهاجا بقيام المعارضة بفك الحصار عن المدينة وانتزاعها من يد ميليشيات الاسد.
اما الاحياء الغربية فقد حاصرتها المعارضة وقد تشهد قادم الساعات تحولات كبيرة، فجيش النظام يتلقى ضربات قاسية وقد تقطع آخر الطرق عن غرب حلب.
هذا التحول الدراماتيكي يحتاج الى وقفات متأنية، فقد خشينا في الاسبوع الماضي من سقوط المدينة بيد النظام، وشهدنا احتفال انصارهم بذلك، لكن فجأة تبدلت المعادلة وانقلبت بسرعة كبيرة.
سؤال: ما الذي تغير؟ يحتاج الى اقتراب اكثر من الميدان، فالمعارضة بدت موحدة وقامت بتوحيد طاقاتها، ما يدل على ان الثورة السورية كانت تحتاج الى الوحدة اكثر من اي شيء آخر.
نعم قد يكون هناك حالة دفع اقليمية او دولية تدخلت في المراحل الحاسمة، لكن يبقى ان نقول ان التوحد العسكرتاري كان له دور كبير في ما جرى.
من ناحية اخرى بدأ التحول الذي اصاب جبهة النصرة من خلال فك ارتباطها بتنظيم القاعدة الام، وقبول الاخرين المعتدلين لها، صب كل في مصلحة تجميع القوة ومن ثم القدرة على ايلام الجيش السوري وفك الحصار.
قلتها سابقا، ان النظام السوري متفاجئ من سهولة حصاره لحلب، وانه سيفاجأ بردة فعل كبيرة وخلاقة، وهو ما كان في الايام الماضية.
على الجانب الآخر، يجب التريث في اطلاق التوقعات المتعلقة بمستقبل المدينة، «فالكر والفر» باتت سياسة متنامية تطغى على كل المشهد السوري.
(السبيل 2016-08-08)