ما مصير الحساب الدائن لبنك الإنماء الصناعي قبل بيعه وتحويله لدبي كابيتال الإسلامي ؟
المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : لم نستغرب أن الكاتب الدكتور فهد الفانك يشن هجوما على بنك دبي كابيتال الإسلامي معتبرا أن بيع بنك الإنماء الصناعي كان خطأ ومطالبا ببنك صناعي .
المقال الذي نشر أمس تحت عنوان : مطلوب بنك صناعي الآن -، مر مرور الكرام دون أن يلتفت أحد أنه إن تم فتح ملف بنك الإنماء الصناعي فلسوف تخرب مالطا .
مالطا نعني بها هدوء الحكومة واتزانها ،على اعتبار أن ذلك البنك الذي بيع بتراب المصاري – كما يقال – لديه عقارات ولديه حجوزات على بعض الرأسماليين لم يتبين الرأي العام مصيرها ولم يتطرق إليها الفانك بالمرة وهذا هو المستغرب : هل بيعت مع البنك أم بيعت منفردة .
المدينة نيوز علمت ، وكثيرا ما تعلم بالمناسبة – أنه لم تسو بعد مصائر ديون لبنك الإنماء الصناعي على بعض المدينين ، وأصبح من المنطقي والضروري أن نعلم مصير هذه الديون أين ذهبت ، وهل بيعت مع البنك لدبي كابيتال الإسلامي – مثلا – وإذا بيعت فهل بيعت بمجمل أسعارها أم بطريقة شراء ديون أم ماذا ؟؟
إجمالا ، سنجيب – لاحقا – على هذه الأسئلة حال توفر إجاباتها وستتوفر – نعدكم – .
نبقى الآن مع مقال الفانك الذي لم يتطرق لأي من النقاط التي تناولناها أعلاه ، مع يقيننا أنه يعلمها غير أنه أغفلها لحساباته ، ربما ، أو لأمر آخر :
مقال الفانك خطير ، فإليكموه :
مطلوب بنك صناعي!
تختص البنوك التجارية بالقروض والتسهيلات قصيرة الأجل وسريعة الدوران، ولذا تتركز تسهيلاتها في القطاع التجاري، حيث المال سريع الدوران.
الصناعة والسياحة في المقابل تحتاج لتمويل متوسط وطويل الأجل لا تفضل البنوك التجارية أن تعطيه الكثير، فالحاجة واضحة لبنك صناعي يقدّم للقطاعين الصناعي والسياحي ما يحتاجانه من قروض ذات آجال أبعد مما ترغب البنوك التجارية في الإقدام عليه.
قبل أربعين عاماً شعرت الحكومة بهذه الحاجة، فشجعت تأسيس بنك الإنماء الصناعي، وأسهمت بثلث رأسماله، وضمنت حداً أدنى من توزيع الأرباح على المساهمين لا يقل عن 6%، وقام البنك بواجبه خير قيام وإن كنا في حينه نتهمه بالمبالغة في التحفظ.
كما كان الحال قبل أربعين عاماً ما زالت الصناعة والسياحة الأردنية بحاجة مستمرة للتمويل متوسط وطويل الآجل، وكان بنك الإنماء الصناعي يغطي هذه الحاجة ولو جزئياً.
قد يكون الأردن بحاجة إلى بنوك إسلامية، ولكنها كانت متوفرة وتغطي هذه الحاجة بالكامل، فهناك البنك الإسلامي الأردني الذي تدعمه مجموعة البركة السعودية، والبنك العربي الإسلامي الدولي الذي يدعمه البنك العربي.
لأمر ما وافقت السلطات المختصة على تحويل بنك الإنماء الصناعي الذي تشتد الحاجة إلى توسيعه، إلى بنك إسلامي ثالث.
حدث هذا بالرغم من أن بنك الإنماء الصناعي لم يفشل ولم يتعثر، ولم يخسر، ولم يطلب دعماً، وبالرغم من توفر بنوك إسلامية قوية وراسخة.
رئيس بنك دبي كابيتال الإسلامي يطالب الآن باندماج بعض البنوك الأردنية، أي أنه يريد أن ينضم إلى أحد البنوك أو أن يضم بنكاً تجارياً، فالمطلوب خلـط الأوراق، ففي الحركة بركة!.
نفهم أن هناك تغييراً من أجل التغيير، أي من النوع الذي لا ينفع ولكنه لا يضر، أما التغيير الذي لا يخدم غرضاً نافعاً، ويحرم قطاعي الصناعة والسياحة من مصدر كان متخصصاً بتمويلهما، فأمر غير مفهوم وربما بحاجة للتوضيح.
ترى، هل توافق الحكومة على تحويل مؤسسة الإقراض الزراعي أو مؤسسة الإسكان والتطوير الحضري وتحويلهما إلى بنوك إسلامية إذا تقدم مستثمرون عرب بطلب كهذا وبذلك ينتهي عصر ما كان يسمى مؤسسات الإقراض المتخصصة!
مطلوب بنك صناعي –الآن.