الأردن : زواج الاقارب بين الرفض والقبول
المدينة نيوز :- تفاوت وجهات النظر من ناحية تفضيل زواج الاقارب بدلا من الغرباء ، وتكاد التجارب الشخصية أن تكون المحدد في هذا الرأي، فمن يخوض تجربة ناجحة في زواج قريبته يرى ان ذاك الافضل بل ويشجع الآخرين عليه، وعلى عكسه بالتأكيد من تنشب مشاكل في حياته الزوجية من زوجة من نفس العائلة يصدر حكما بضرورة البعد عن تلك الفكرة.
يقول «أحمد العلي» أنه يفضل زواج الاقارب حيث لا يوجد حاجة للتعرف على اناس جدد، فعندما تتزوج من قريبتك لا تكون مضطرًا للتعرف على أهل زوجتك؛ فكلهم أقاربك وتعرفهم ، وتلاقيهم وتجدهم في المناسبات والاجتماعات الأسرية.
اما إذا كنت تشعر أن خلق علاقات جديدة هو أمر مزعج بالنسبة لك فزواجك من قريبتك/قريبك يزيح عنك مشقة التعرف على شخصيات جديدة في حياتك. وعندما تذهب للخطبة لن يكون هناك داع لبروتوكولات التعارف والكلام الكثير.
وتوافقه الرأي «أنسام رأفت « أن زواج الاقارب يعمل على تقوية العلاقة بين الاهل إذا تزوجت من قريب ، بالطبع ستقوى العلاقة بينك وبين أهلك، وتصبح العلاقة بينكم أكثر حميمية.
الاختيار سهل
إذا كان رغبتك هي الزواج فقط من الأقارب فذلك يعني أن هناك عددًا محدودًا - مهما كثر- من الأشخاص المتاحين أمامك ، مما يجعل الاختيار منهم أسرع منه في حالة الغرباء، كما أن المعرفة الموجودة أصلا بين الأهل تختصر الطريق والزمن اللازم لتعرف كل من الزوجين على الآخر، هكذا يبدي تيسير ابو رزق وجهة نظره.
في حالة حدوث طلاق يعيش الأطفال بين أهلهم
ومن المبررات لتفضي زواج الاقارب هو حدوث الطلاق في بعض الاحيان وبالتأكيد لا أحد يريد أن يتزوج حتى يتطلق ، ولكن بالنظر إلى أسوأ الفروض وبافتراض أن الطلاق ممكن الحدوث ، فإنه في الغالب سيذهب الأبناء مع الأم في حالة الطلاق، ولكن الأب يستطيع في كثير من الأحيان مرافقة أبنائه وقضاء الوقت معهم ؛ حيث أنهم سيكونون قريبين منه ، وستتم تربيتهم بين أهلهم الذين هم في نفس الوقت أهله. تقول فاطمة والتي تزوج شقيقها وانفصل مؤخرا عن ابنة خالته.
ومقابل وجهات النظر تلك ، يظهر تيار رافض لزواج الاقارب ، حيث تظهر الامراض الوراثية أكثر فالزواج من الغرباء يعطى فرصة أكبر في إنجاب أبناء أفضل وراثيا ، اما من الناحية الاجتماعية ففيه تعارف على مستوى اكبر بين العائلتين ، كما يوفر مساحة واسعة للاختيار إذا كانت لديك معايير معينة للاختيار ، وربما وجدت امرأة واحدة تحمل عدة صفات ( مثلا: مال ، ودين ، وجمال) المهم أنه ستجد عددية وتنوع كبير للاختيار تقول علا الصمادي.
وبرغم الايجابيات يبقى هناك شيء من السلبيات فشخصية الزوج او الزوجة وعائلاتهما يبقى يشوبها الغموض وان كان هناك مشكلات معينة فإنه يصعب اكتشافها إلا مع مرور الزمن وهذا ما يسبب الخلافات في كثير من الاحيان
ومن ناحية طبية ونتيجة للتقدم العلمى فى علوم الوراثة فى عصرنا الحاضر، وما صاحب ذلك التقدم من اكتشاف كثير من الحقائق العلمية التى لم تكن مفهومة فى العصور الماضية فقد كثر الحديث عن علاقة زواج الأقارب بالأمراض الوراثية فى الذرية.
وقد أكدت الدراسات ارتفاع معدل خطر الإصابة ببعض الأمراض الوراثية بين الأطفال من أزواج أقارب، علاوة على ازدياد نسبة الوفيات بين هؤلاء الأطفال.
ويرى الأطباء أن الخطورة فى مثل هذا الزواج تكمن فى الأمراض الوراثية التى يحمل جيناتها الزوج والزوجة، ومع أن الأمراض من الممكن ألا تظهر عليهما، إلا أنها تورث بعد الزواج للأطفال والأحفاد، أمثلة ذلك التخلف العقلى والجلاكتوسيميا وغيرها من أمراض خلل التمثيل الغذائي، ومرض الكبد (ويلسون)، وضمور المخ إلى جانب أمراض الدم الوراثية التى تشمل الأنيميا المنجلية، وأنيميا البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا)، ومرض الكلية المتحوصلة الذي يؤدي للفشل الكلوي.
كما يُعتقد أن مرض الصرع والأمراض القلبية وأمراض الحساسية وداء السكري تزداد فى بعض العائلات، وتتضاعف احتمالات توارثها بالتزاوج بين الأقارب. " الرأي "