استسهال الهجوم على الدين
عاشت الاردن في اليومين الماضيين هبة شعبية كبيرة عنوانها رفض الاساءة للدين، واثبت الناس «مسلمين ومسيحيين» ان القلة التي تسيء ليست فئة محصورة، لا عمق لها.
ردة الفعل الغاضبة من معظم اطياف الشعب الأردني على اي محاولة للتطاول على معتقداته الدينية، تعني أن هذا الشعب متدين بفطرته، وأن حجم الملحدين والعلمانيين الجدد في هذا المجتمع لا يتجاوز جزءًا من جناح بعوضة.
لكن السؤال الكبير: لماذا انفجر هؤلاء الكارهون للدين بهذه الطريقة، وفي هذا التوقيت؟ ومن الذي اعطاهم جرعة الشجاعة ليتحدثوا ويكتبوا بأريحية غير مسبوقة؟
ربما شعر هؤلاء ان الدولة متماهية معهم، او هي تدعمهم، او ستسكت عنهم إن باحوا بأفكارهم المسيئة لبنية الدين واصوله وحقيقته.
فقد اعتقد هؤلاء ان صراع الدولة مع الاسلام السياسي بعد نهاية الربيع العربي، وسقوط التجربة المصرية، من معانيه استهداف الدين!
هنا استسهل بعض كتاب «متطرفي العلمانية» البدء بالهجوم المركز على قواعد الدين ورموزه، وما اعطى هؤلاء مزيدًا من الحماسة قيام الحكومة باعتقال دعاة، ومنع آخرين من دروسهم.
داعش ايضا كانت سببا في اندفاعة هؤلاء نحو النقد اللاذع للدين، فاستخدموا سلوك التنظيم نموذجا للتحكم في مزاعم اصلاح الخطاب الديني.
اليوم وبعد حادثة «ناهض حتر»، وجه الجمهور الاردني «مسلم ومسيحي» رسالته الواضحة ان العبث مع الرموز الدينية لن يمر، فالمجتمع محافظ ودقيق وحساس، وقادر على الدفاع عن مقدساته.
ايضا على هؤلاء الذين «نفخوا عضلاتهم»، ظانين انهم سيغيرون ديننا، أن يتوقفوا، فالقضية اكبر من قدراتهم، واصلاح الخطاب الديني ليس من شأنهم، والاسلام فيه من الادوات ما يمكنه من العبور في الازمات.
(السبيل 2016-08-14)