شخصيات الثورة: السودي قصة كفاح على اكثر من صعيد

تم نشره الأحد 21st آب / أغسطس 2016 12:08 مساءً
شخصيات الثورة: السودي قصة كفاح على اكثر من صعيد
الثورة العربية الكبرى

جي بي سي نيوز:- كان للشيخ سليمان السودي الروسان دور بارز في المشروع النهضوي للثورة العربية الكبرى، وكان احدى الشخصيات التي لعبت أدوارا مؤثرة على الصعد السياسية والفكرية والثقافية الى جانب دعم جيش الثورة والمقاتلين من مختلف اصقاع بلاد الشام، بالرغم من أنه لم يكن عسكريا.

ويعد الحديث عنه حديثا عن رمز من الرموز والرواد الذين لازم مولدهم عصر النهضة او ما يطلق عليه اليقظة.

ويروي نجله محمود باشا السودي الروسان في حديث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان والده الشيخ سليمان السودي الذي ولد عام 1880 كان يوفر السلاح للمقاتلين في صفوف الثورة ويأويهم بمسقط راسه بلدة سما الروسان التابعة لقضاء عجلون انذاك ويوفر لهم الحماية اللازمة خلال مراحل الاستعداد والتحضير للقتال ويعمل على جمع السلاح او تمويل شرائه لجند الثورة.

ويضيف" ان النشاط السياسي والوطني والقومي كان ابرز اهتمامات والده من خلال المشاركة في المؤتمر السوري الاول في الفترة من تموز الى كانون الاول عام 1919 حيث تم انتخابه كممثل ليشارك في تقدير مستقبل بلاده امام اللجنة الامريكية (كنج-كراين) وهي عبارة عن لجنة تحقيق دولية ارسلت لبلاد الشام للوقوف على اتجاهات الراي العام حول وحدة واستقلال سوريا والموقف من نظام الانتداب ووعد بلفور".

وتمثلت مطالب الوفد الاردني في المؤتمر بالمطالبة باستقلال البلاد السورية في ظل حكومة ملكية نيابية لامركزية برئاسة الامير فيصل بن الحسين ورفض الانتداب واعتباره مساعدة فنية واقتصادية لاتمس استقلال البلاد، وشارك السودي ايضا في شجب اتفاق (لويد جورج- كليمنصو) المتضمن منح فرنسا حصة من نفظ الموصل مقابل قبول ضمها للعراق ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني بدلا من الاشراف الدولي مقابل الالتزام بتنفيذ وعد بلفور وسحب القوات من سوريا ولبنان واحلال قوات فرنسية عوضا عنها.

كما شارك السودي بحسب المؤرخ الدكتور محمد العناقرة في المؤتمر السوري الثاني (6-8) اذار عام 1920 وكان ابرز قراراته اعلان استقلال سوريا "بلاد الشام" والمناداة بالملك فيصل ملكا دستوريا على البلاد.

ولما كانت القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للاردنيين بجميع فئاتهم كان للشيخ السودي دور بارز وواضح من خلال مشاركته في مؤتمر "قم" 1920 حيث انبثقت فكرة وقرار عقد المؤتمر من اجتماع للجنة تحضيرية ضمت شيوخ ووجهاء جبل عجلون بضيافة السودي للاجتماع التحضيري والتنسيقي بمنزله بقرية سما الروسان، كما قاد وشارك في المظاهرات والاحتجاجات التي تأججت عقب صدور حكم الاعدام بحق فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم، وكان السودي احد اعضاء اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني والتي قابلت لجنة البراق في فلسطين لمزيد من التنسيق لاليات ووسائل العمل العربي المشترك.

ويشير نجله محمود الى انه كان لوالده مشاركة فاعلة في المؤتمر العربي الاسلامي في القدس والذي كان من ابرز نتائجه تحويل القضية الفلسطينية من عربية الى اسلامية ومنع بيع الاراضي لليهود وتأسيس جامعة عربية في ومصرف عربي في القدس، وشارك السودي في عدة لجان انبثقت عن المؤتمر كلجنة الاماكن المقدسة والبراق وسكة حديد الحجاز وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للمؤتمر.

ويشير المؤرخ الدكتور ممدوح الروسان الى ان السودي شارك في مؤتمر بلودان الشعبي الذي دعت اليه لجنة الدفاع عن فلسطين كممثل عن لواء عجلون، ويضيف ان مشيخة السودي في سما الروسان كانت تستخدم كحامية للمجاهدين والمقاتلين ويدلل على ذلك ان المجموعة التي قامت باغتيال الجنرال غورو احتمت في منزل السودي كما كان له دور مؤثر في انقاذ الشيخ مصطفى الخليلي عندما فر من السجن.

وبالعودة الى نجله محمود باشا فانه يروي ان والده سليمان باشا لعب بالنيابة عن والده سودي ابو راس دورا في توقيع اتفاق بين نواحي السرو والكفارات والوسطية في تموز 1919 اضافة الى اختياره عضوا في مجلس الادارة التشريعي لحكومة اربد التي تشكلت عام 1920 برئاسة علي خلقي الشرايري الى جانب مشاركته في العمل السياسي عضوا بالاحزاب التي شهدتها الساحة الاردنية كحزب الاستقلال 1921 وحزب الشعب الاردني وجمعية انصار الحق وحزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني والحزب الوطني الاردني والنهضة العربية والجبهة الوطنية.

ويختم السودي الابن حديثه بان والده ورغم كل هذه الاحداث والمنعطفات والمحطات البارزة في عصر الثورة واليقظة الا ان ذلك لم يصرفه عن الاهتمام بالنواحي الاقتصادية والتعليمية كرافعة للنهضة واليقظة والتقدم والتنمية فكان اول من ادخل معصرة زيتون في المنطقة وكان دائم التحفيز للاطفال والتلاميذ وذويهم بضرورة الانصراف للتعليم وكان يدفع ويدعم باتجاه ارسال الطلبة الى فلسطين لتلقي علومهم في مدراسها ومعاهدها وكلياتها ومراكزها التعليمية.

لقد عاش السودي حياة نضالية مليئة بالكفاح على الصعد كافة من اجل احقاق الحق وليبقى الاردن حرا ابيا صامدا قادرا على تجاوز التحديات وباعثا لروح النهضة شأنه شأن كوكبة من رجالات الاردن الاشاوس.

-- (بترا) 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات