الملقي و”دبلوماسية العزايم”
يبدو أنّ رئيس الحكومة المهندس هاني الملقي سيضيف مصطلحاً جديداً للعلوم السياسية، هو “دبلوماسية العزايم”، والعزايم التي نقصد تختلف عن “عزائم” المتنبي، ولا هي السور القرآنية التي اختلف أهلّ السنّة والشيعة على استخدامها في الصلاة، وذلك ليس موضوعنا في حال من الأحوال.
ونحن لا نتحدّث عن “العزايم” الأردنية التي نعرفها جميعاً، وهي عبارة عن دعوات كريمة من أجاويد لأجاويد، تتخللها القبلات وعبارات الترحيب والخطابات المرتجلة والمناسف والكنافة وفناجين القهوة، ويكون في الأصل لها مناسبة اجتماعية ما، مثل: جاهة عُرس أو الصُلح أو طلب تصاهر أو احتفال بختان مولود أو غيره، وهي مناسبات جميلة تُقرّب الناس إلى بعضهم البعض.
نحن نتحدّث، الآن، عن “تسييس العزايم” من الدولة التي هي للجميع، فحين يتعمّد مسؤول كبير أن يكون على رأس “عزومة” كبيرة، في مدينة أو قرية أو مخيّم، عند عائلة أو عشيرة ما، فهو يبدو وكأنّه يستثني الآخرين من تلك المدينة أو القرية أو المخيم، وفي ظنّنا أنّ في ذلك تمييزاً، وأكثر من ذلك ففيه استفزاز للآخرين، ولا يخفى على المسؤولين أنّنا مجتمع عشائري عائلي مناطقي، كان ينبغي للدولة ألاّ تعمّقه، بل أن تحاول جعله مجتمعاً مدنياً، يتساوى فيه الجميع، ولكنّها مصرّة على تكريسه.
قد لا يكون في نيّة رئيس الحكومة ذلك، وهذا هو المرجّح، ولكنّ الإكثار منها في أيام حسّاسة كالتي نعيش فيها يضعها أمام أسئلة، فتذهب الأقاويل إلى حديث “التسييس”، ومفاضلة أحد على أحد، ويبقى أن الرئيس لو أراد أن يساوي بين الجميع في قبوله “العزايم” لقضى أيام حكومته متنقلاً بين منسف ومنسف، وذلك أمر لم يرد إطلاقاً في كتاب التكليف الملكي.
(السبيل 2016-08-22)