وصفات لدرء الأذى !!
ينصحنا علماء النفس حين نريد ان نتّقي اشخاصا يفرغوننا من الطاقة، ويسعدهم الحاق الأذى بنا ان ندافع عن أنفسنا باحدى طريقتين او بالاثنتين معا : الطريقة الاولى هي التجنّب بقدر المُستطاع، على طريقة إبعد عن الشر، والثانية هي ضبط المسافات، بحيث يشعر الشخص المشحون بالعدوانية بأنه غير مرغوب فيه، لكن بالطبع ليس هناك جهاز كالبارومتر لضبط المسافات، والمتاح لنا هو تقديرها على نحو تقريبي، فالاشخاص ذوو النزعة العدوانية يسيل لعابهم كأسماك القرش على المزيد من الأذى، لهذا لا يرتدعون من تلقاء أنفسهم، ولا بد ان نضع لهم حدّا بشكل حاسم . فما هو التحليل النفسي لهؤلاء ؟ وهل هم ضحايا تربية وبيئة وطبقة ام جلادون ؟ انهم يجمعون الصفتين في داخلهم تماما كما ان هناك ساديا يتلذذ بتعذيب الاخرين وهو في الوقت ذاته ماسوشي يبحث عمّن يعذبه . ما يقوله علم النفس عن هذه النماذج هو انها تصاب بحالة من التوتر والهياج اذا وجدت من يُذكرها بما ينقصها، فالمثقف يُشعرها بجهلها لهذا يكون رد الفعل عدوانيا وليس أليفا بحيث يستفيد الجاهل ممن يحاول اعانته على الخروج من الشرنقة المطلمة . والمقولة المأثورة في تراثنا عن الشيء الذي يظهر حسنه الضد هي تلخيص للكثير مما يمكن قوله على اسس سايكولوجية . ان التجنّب او ما يمكن ان يتحقق فيه هو الوصفة النفسية النموذجية لمن يتورطون بعلاقات مريضة لكنه يصبح عسيرا في المجتمعات الصغيرة والبيئات شبه المُغلقة، وعندئذ لا بد من ضبط المسافات لدرء ما يمكن من الاذى واذا صحّ ما يقال عن الناس بأنهم كالمعادن فإن اخطرها القصدير الذي يغمره الصدأ !!
(الدستور 2016-08-23)