الحوثي في بغداد

أثار استقبال بغداد وفداً من الحوثيين ردود فعل متباينة في المنطقة، فقد اظهرت العراق اهتماما كبيرا بالزيارة، كأنها تريد ارسال رسائل سياسية لأطراف عديدة.

طبعا بغداد ليست مستقلة في قراراها، بل هي في سلوكها السياسي العام تعبر دائما عن اتجاهات سياسية اقرب ما تكون الى طهران وإرادتها وتوجيهاتها.

من هنا يمكن فهم الزيارة، فبغداد لم تكلف بدور وساطة في الازمة اليمنية كما الكويت مثلا، ناهيك عن عدم التداخل الكبير بين بغداد والملف اليمني.

اذن؛ الزيارة وان كانت لبغداد، لكنها في الحقيقة زيارة لإيران، وهنا تريد طهران ارسال الرسالة الواضحة بأنها تريد التداخل اكثر واعمق في الملف اليمني.

والرسالة في محتواها الذي ذكرته سابقا مبعوثة الى الرياض، ولعل تصريحات الجبير امس، التي قال فيها ان السعودية لن تسمح للحوثيين بالسيطرة على اليمن تؤكد مأزق الرسائل السياسية المتبادلة بين طهران والرياض.

انا شخصيا ارى ان السعودية استعجلت في وقف عملياتها العسكرية –رغم تقديري للظرف التي كانت– فالمعركة حين تبدأ والكلف حين تتراكم كل ذلك يعني ان الارادة يجب ان تتواصل.

لا ادري كيف سيدار الملف اليمني بعد اليوم، فصالح والحوثيون استنشقوا انفاسهم، وبدا خطابهم اكثر قوة، اما الرياض وحلفاؤها فالتردد سائد وعدم اليقين اقرب للمعادلة عندهم.

في المحصلة، الامور ليست جيدة في اليمن، والسبب تراجع الرياض حلفاؤها في لحظة ما قبل الانتصار، وهنا سننتظر صراع الارادات الذي قد يطول.

(السبيل 2016-09-01)