صواريخ على العقبة ووزير الدفاع في إجازة خاصة !

المدينة نيوز – خاص - كتبت داليدا العطي - : : تتجاهل الحكومة حتى الآن الإعتراف بأنها فشلت إعلاميا وفشلت سياسيا وفشلت اقتصاديا بعد أن تبين للشعب الخيط الأبيض من الأسود من ثوب ليس على مقاس الحكومة ووزرائها ، سواء من جاؤوا بعد التعديل أو حتى قبله ، مع أن الذين دخلوا بالتعديل ليسوا جددا بالمعنى الشائع .
بدل أن تتعاون الحكومة مع المواقع الألكترونية وتبني معها خطة وطنية للدفاع عن الأردن ضد ما يحيق به من أخطار ، وآخرها الهجمة الإرهابية التي وقعت أمس على العقبة ، نراها بدأت بحجب المواقع عن موظفيها الذين يعتبرون الكثرة الكاثرة من متعاطي النت ، وبذلك ساهمت في سياسة ( تجهيل ) يجب أن يحاسبها عليه ضميرها " الوطني " !! ..
النكتة : أن الذي اقترح قرار حجب المواقع عن الموظفين هو وزير تطوير القطاع العام ، وأمس اعترف علي العايد بان هذه الوزارة وجدت أن 250 الف دخول يومي يسجل من قبل موظفين ، مما يعيق العمل ، حسب عماد فاخوري .
الحكومة التي تتجاهل مقاطعة الإسلاميين والحزب الوطني وتيارات سياسية وأهلية للإنتخابات انتهت مشاكلها ولم يعد لديها سوى المواقع الألكترونية ، فبدأت بالحجب ، مع ان مسوغاته لا تقنع عاقلا ولا مجنونا .
كصحفية وكاتبة ومثقفة وأردنية الأب والجد العاشر ، أطالب الحكومة ووزير دفاعها دولة سمير الرفاعي بقطع إجازته الخاصه والتحدث للأردنيين عن الحادث الإرهابي ، أو الحديث لهم عبر التلفاز لنشعر أن وزير دفاعنا قلق جدا من عمل إجرامي طال أهم مرفق سياحي لنا ، على منفذنا البحري الوحيد ..
المطلوب من دولته أن ينتبه إلى أن الأردنيين الذين قاطعوا الأنتخابات هم أردنيو القلب والقالب والهوى ، وإن تطنيشهم لدرجة الإستهتار وإطلاق تصريحات من الناطق الرسمي باسم الإنتخابات تقلل من أهمية هذ المقاطعة ليس سوى ( هبل سياسي ) نربأ بالحكومة أن تقع فيه .
منذ بداية عهد هذه الحكومة بدأت بالإعلام ، وقضى رئيسها ما يقرب من شهرين وليس له هاجس سوى ( مدونة السلوك ) التي خطط لها جيدا وطبقها ليحرم الإعلام من متنفسه الضروري ، معتقدا بأن هذا هو الإسلوب الأنجع لتحييده في معادلة الحكم والناس ، فهل تنحى الإعلام ، أم حيد ، أم تم القضاء على صحفييه فاستسلموا وباسوا القدم ، وأبدوا الندم ؟؟ .
انتهت مشاكل البلد ولم يبق سوى المواقع الألكترونية ، والأدهى أن وزير تطوير القطاع العام هو صاحب الفكرة ، أيده في ذلك وزير تكنولوجيا المعلومات ..
لقد فشل عماد فاخوري الذي كرم أمس في العقبة ، فشل في تطوير القطاع العام فالقى باللائمة على المدراء والأمناء العامين متهما إياهم بانهم لا يريدون تطويرا ولا تحديثا ، وهو بذلك يكون خرج من فشله مثل الشعرة من العجين ، فماذا يفعل إذن ..
لا بد من إيجاد ( قرد ) يمسخه فلم يعثر إلا على الإعلام والمواقع الألكترونية . .
أخبرني شخص مقرب من رئيس الحكومة أن مستشارا للرئيس بداية عهده – طلب منه عدم معاداة الإعلام والإعلاميين فقال له الرئيس : ( أنا ما بهمني الإعلام ) ..
ما كان من المستشار إلا أن قال للرئيس : بل أنت معني دولتك بالإعلام ، لأنه أخطر أمر تواجهه الحكومات بعد الأزمات الإقتصادية والأمنية .
لم يتراجع الرئيس ، لم ينتبه لنصيحة مستشاره ، لم يفعل شيئا يحسن من أدائه تجاه السلطة التي لا يريد أن يعترف أنها ( رابعة ) ولا عاشرة ، بل مضى في عناده وقرر حجب المواقع الألكترونية بناء على نصيحة من صديقه عماد فاخوري ، بدعوى أن المواقع تعيق العمل ..
أي عمل دولتك ..
أقرأ ما يقوله مدير الخدمة المدنية ، فلو تعلق الأمر بشركة خاصة ، لفنشت ثلثي الناس لانهم لا يعملون أصلا ، ويتقاضون رواتب ببلاش .
البلد ليست عماد فاخوري ووزير التكنولوجيا ، البلد 6 ملايين أردني يسمعون دبيب النملة ، ولا تنطلي عليهم الأفلام الهندية ولا التركية المدبلجة وغير المدبلجة .
مطلوب من الرئيس ان يتواضع ويتصالح مع الإعلام ، وأن يتواضع للقوى السياسية ، ومطلوب منه أن يناقشهم في أسباب مقاطعتهم وأن ينزل إلى الشارع ..
تتجذر في الشارع الأردني حقيقة يرددها الأردنيون في مجالسهم وهي : إن حكومة الرفاعي الأب أسقطها الشارع ، وإن حكومة الرفاعي الإبن سيسقطها الإعلام ..
هل يتحرك دولة الرئيس ويتقدم خطوة باتجاه الإعلام وخطوتين باتجاه الشارع و3 خطوات باتجاه القوى السياسية الفاعلة ليقطع عليها مقاطعتها الإنتخابات ..
مقاطعة الإنتخابات من قبل كل القوى الحية في المجتمع ، وغياب التآلف والمودة بين الإعلام والحكومة سيسقط هذه االحكومة ، إن لم تتراجع الحكومة ، ويقف الرئيس ويفكر ، ويقول : عفا الله عما مضى !! .
هل يفعل ؟؟ .
الكاريكاتير خاص بالمدينة نيوز بريشة الزميل د.هشام خريم