مصالحة «دحلان – عباس»
في تطور –لا اعتبره مفاجئا– بدأ الحديث عن اقتراب إجراء مصالحة تنظيمية، سيكون طرفاها الرئيس محمود عباس من جهة، ومحمد دحلان من جهة اخرى.
يقال إن الاردن ومصر تدفعان باتجاه هذه المصالحة بقوة، وقد تجري اللقاءات برعاية عمان، ومن المؤكد هنا ان محمود عباس لم يعد يملك من الخيارات إلا القبول بذلك.
القراءة المعمقة لرغبة دول اقليمية «ومنها الاردن» في عودة محمد دحلان، يعود في الاصل الى تجديد حيوية السلطة الفلسطينية امنيا؛ وذلك لهدفين رئيسيين.
الاول: يكمن في مواجهة حركة حماس في الضفة، فإعلان الحركة مشاركتها في الانتخابات البلدية اربك السلطة في الداخل، ممثلة في حركة فتح، كما اربك بعض دول الاقليم.
نعم هناك خشية حقيقية من سيطرة حماس على بلديات في الضفة الغربية، ولعل في الامر بوابة لعودة حماس الى الضفة، وهو ما لا يريده الكثيرون.
اما السبب الثاني فلرغبة البعض الاقليمي في عودة دحلان ليدخل في باب قلقهم من غياب القيادة الامنة للسلطة عندهم، فعباس لم يعد كما كان، والبدائل غائبة، وهنا يأتي دحلان ليسد الفراغ والمكان.
باعتقادي ان محمود عباس غير راض عن عودة دحلان، لكنه مكره من قبل الاقليم و»اسرائيل»، لذلك سنراه يناور، ويحاول التملص من عودة حقيقية لدحلان.
بالمقابل يرى دحلان ان فرصته في العودة للضفة، والانتقام من عباس وحماس لن تكون بمثل ما هي اليوم، ومن هنا سيحاول ان يعود بقوة، وسيحاول استخدام كل ادواته وعرض امكاناته عبر العواصم المتخوفة من عودة حماس للضفة.
(السبيل 2016-09-04)