40 مهنة لا وجود لعمالة محلية فيها
المدينة نيوز :- لم يعد الأردني يترفع عن القيام ببعض المهن، فخريج الجامعة بدأ يعمل في التسويق والتجارة، وفي المطاعم ومحلات بيع الملابس، وبدأ يتوجه نحو المشروعات الصغيرة، ويقوم بمهام التسويق بأشكاله المختلفة.
دائرة الاحصاءات العامة قالت ان معدل البطالة للربع الثاني من العام الحالي بلغ 7ر14 بالمئة، حيث بلغ المعدل للذكور 9ر12 بالمئة مقابل 8ر22 للإناث، في وقت تغص إعلانات عديدة في الصحف اليومية لشغل وظائف مختلفة مثل حراس ليليين او عمال مقسم أو سائقين، يقول اصحابها ان عدد المتقدمين من الأردنيين يفوق عدد المتوفر من تلك الوظائف ما يعني انتفاء ثقافة العيب من نوع العمل.
سامر، وهو طالب جامعي، يقول، انه يعمل مع احد اصدقائه في محل لبيع الملابس قبيل الاعياد نظرا للأزمة الشديدة التي تشهدها الاسواق في هذه الفترات، موضحا ان عمله يوفر له تقريبا ما يسد قسطه الجامعي للفصل القادم.
فيما تقول فريال التي تعمل في احد محال الوجبات السريعة انها تعمل 4 ساعات ثلاثة ايام في الاسبوع ، توفر خلالها قسطها الجامعي ومصروفها ايضا ما يخفف عن عائلتها عبء مصاريف الجامعات.
أما ينال فيؤكد ان شراء والدته لمكنسة حديثة جعله يشترك مع افراد عائلته للعمل بها في المنازل وتنظيف السجاد والموكيت بحسب المواعيد التي يختارونها وتناسب اوقات دراستهم في الجامعات او المدارس، مبينا ان العمل في هذا المجال مجدٍ جدا، وتمكنوا من شراء سيارة صغيرة ومكنسة اخرى نظرا لزيادة الطلب عليهم، إذ قاموا بتسويق عملهم عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك).
وزارة العمل كانت اعلنت عن البدء بتنفيذ برنامج التشغيل الذاتي الجماعي المعني بتخصيص 25 مليون دينار لصندوق التنمية والتشغيل ليتم اقراضها بشروط سهلة وميسرة لمشاريع ريادية في التشغيل الذاتي الجماعي للشباب المتعطلين عن العمل في المناطق الريفية والنائية وجيوب الفقر.
ويهدف البرنامج الى نشر ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال بين الشباب وتحفيز قطاع الشباب من الجنسين لإقامة مشاريع منتجة ومدرة للدخل، وتوجيه الشباب للعمل الخاص كبديل لانتظار الوظيفة الحكومية والمساهمة في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
ناهيك عن تمكين الشباب الذين لم تتح لهم فرصة التعليم الجامعي وإكسابهم مهارات تؤهلهم لدخول سوق العمل وإعطائهم الفرصة لتحسين الفرص الاجتماعية والاقتصادية بعيدة المدى عبر التعليم والتدريب والحصول على الخبرات الحقيقية، والتي لا يمكن اكتسابها إلا في بيئة العمل الحقيقية.
الخبير الاجتماعي وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش قال، انه يجب تدريب الشباب عمليا واعطاؤهم المهارات والمشاعر الايجابية والمعلومات اللازمة لإنشاء المشروعات الذاتية حتى تصبح الفكرة مألوفة لديهم ويقبلون عليها.
واشار الى أن مبادرة التشغيل الذاتي التي تبنتها وزارة العمل تعتبر من المبادرات المهمة للمساهمة في حل مشكلة البطالة، وتمثل برنامجا سيكون له اثر واضح على المستوى المتوسط والقريب في الاسهام بمواجهة مشكلة البطالة والتقليل من حدتها، لافتا الى ان هذا البرنامج سيمنح التسهيلات الائتمانية على شكل قروض ميكروية او صغيرة وبشروط ميسرة من خلال عدة مؤسسات وطنية.
ولضمان نجاح المبادرات الوطنية للتشغيل الذاتي وتطوير مهارات العمل عند الشباب قال خمش انه لا بد من تدعيمه من خلال المناهج المدرسية والجامعات والاعلام، مؤكدا ان الاعلام قام بدوره للترويج لمبادرات التشغيل وشرح فوائدها وشروطها وقدم نماذج مهمة لشباب ابدعوا في مشاريعهم الذاتية التي اسهمت بتقليل فجوة الفقر والبطالة.
واوضح ان الشباب عامة والعاطلين عن العمل خاصة ليس لديهم المعلومات الكافية عن برنامج التشغيل الذاتي ولا يمتلكون مهارات السير بإجراءات انشاء مشروعات صغيرة، كما لا تتوفر لديهم المشاعر الايجابية نحو العمل الذاتي. واشار الى اهمية وجود مادة كجزء من المنهاج في المدارس حول المشروعات الصغيرة وإنشائها بحيث يتمكن الطالب في سن مبكرة من الحصول على المعرفة التي تكوّن اتجاها ايجابيا نحو هذه المشروعات.
وقال ان مناهج الجامعات تخلو تماما من اي متطلب عن المشروعات الصغيرة وانشائها، مؤكدا اهمية الجامعات في استحداث مثل هذه المواد كمتطلب لكل طلبة الجامعة ليحصلوا على المعرفة الكاملة وفهم اجراءات تنفيذ اي مشروع وتكوين المشاعر الايجابية نحو التشغيل الذاتي، حيث تربط هذه المادة في حال انشائها الطالب بسوق العمل الذي يتطلب التشغيل الذاتي في ظل قلة الوظائف الحكومية والقطاع الخاص.
وفي ذات الصدد، يقول الخبير الاقتصادي والسياسي زيان زوانة، ان الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل، موضحاً أننا نعمل على تعليم الشباب في الجامعات المنتشرة بالمملكة ومن ثم نضعهم في سوق العمل كبضاعة "غير مطلوبة"، بحيث لا تلبي حاجة المستهلك من ناحية وحاجة صاحب العمل من ناحية أخرى، الأمر الذي يؤكد أهمية ربط البرامج والتخصصات الأكاديمية مع حاجة السوق بوجه عام.
ويضيف، ان على الجهات المعنية القيام بعمليات تنشيط وتطوير اقتصادي على المدى البعيد، بحيث لا يقل مستوى النمو عن 5ر3- 4 بالمئة لضمان مستقبل أفضل في هذا المجال، مبيناً في الوقت ذاته أنه لا بد من العمل على الهاجس الرئيسي للشباب الذي يكمن في العمل، ليتسنى لهم التفكير بأحلامهم وطموحاتهم، وإلا زادت فرصتهم بالتعرض للخطر بجميع أشكاله "مخدرات، عنف، جريمة،...".
ويشير زوانة في إحصائية قام بها إلى وجود أكثر من 40 مهنة تعمل بها العمالة الوافدة لا وجود لعمالة محلية فيها، الأمر الذي يعكس عزوف الشباب عن العمل المهني بصفة عامة، علماً بأن عوائده المادية جيدة نسبياً، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة ربط المجتمع التعليمي مع المجتمع المهني لتلبية حاجة سوق العمل، وتعزيز المشاريع التشغيلية الذاتية والجماعية للمساهمة في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة بوجه عام.
بترا