كل الحقائق عن العيوب الخلقية في القلب لدى الأطفال
المدينة نيوز:- خشى الأهل على أطفالهم من أي أذى قد يصيبهم، فكيف بالأحرى إذا تبيّن أن الطفل الذي انتظروه طويلاً مصاب بمشكلة في القلب؟ من الطبيعي أن تسبب مشكلة القلب لدى الطفل حالة من الهلع لدى الأهل مما يستدعي تزويدهم كل المعلومات اللازمة في هذا الموضوع ليكونوا على معرفة بأدق التفاصيل اللازمة، خصوصاً أن الطفل في هذه الحالة يحتاج إلى عناية خاصة وعلاج مناسب يساعده على تخطي حالته سواء كانت بسيطة أو معقدة.
فقد يكون العيب بسيطاً لا تظهر له أعراض، كما قد يكون معقداً بحيث يظهر التعب على الطفل بعد الولادة. في كل الحالات يبقى التشخيص المبكر ضرورياً لتجنب الأخطار، بحسب رئيس مركز قلب الاطفال في المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت د. فادي بيطار الذي أوضح كل الحقائق المرتبطة بالعيوب الخلقية في القلب لدى الأطفال، مؤكداً أهمية التشخيص والعلاج المناسبين ليعيش الطفل حياة طبيعية، خصوصاً أن الجراحة، في حال الحاجة إليها، بلغت درجة فاعلية بنسبة 95 في المئة من الحالات، فيما تكون حياة الطفل مهددة في الحالات المعقدة، في حال عدم اللجوء إلى الجراحة.
ما هي تشوهات القلب التي تظهر لدى الأطفال؟
أولاً ، لا بد من التوضيح أن عيوب القلب الخلقية تعتبر أكثر الأمراض الخلقية شيوعاً لدى الأطفال. كما أنها تعتبر المسبب الأول للوفاة في السنة الأولى في حال عدم معالجتها. علماً أن نسبة 10 في المئة من الأطفال يولدون مع مشكلة من هذا النوع يمكن أن تكون بسيطة أو معتدلة في حدتها.
هل تُعرف أسباب محددة تلعب دوراً في إصابة الأطفال بتشوهات في القلب؟
حتى الآن لا تعرف الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور تشوهات في القلب لدى الأطفال. قد يكون السبب في تناول الأم أدوية معينة خلال الحمل أو تعرضها للأشعة أو لفيروسات معينة.
كما يتم البحث في العوامل الجينية التي قد تلعب دوراً في ذلك. لكن يبقى الأهم بألا تشعر الأم بالذنب في حال ولد طفلها مع مشكلة خلقية في القلب لأن لا ذنب لها في ذلك.
هل ثمة أطفال أكثر عرضة للإصابة بتشوهات خلقية في القلب مقارنة بغيرهم؟
يبدو واضحاً أن الأطفال الذين يعانون مشكلات أخرى في الخلايا أو أمراض معينة هم أكثر عرضة للإصابة. كما يلاحظ وجود هذه الحالات في عائلات.
هل تختلف مشكلات القلب لدى الأطفال عن تلك التي لدى الكبار أم أن ثمة رابطاً بينها؟
تختلف مشكلات القلب لدى الأطفال بشكل كبير عن مشكلات القلب لدى الكبار. إذ ان هذا النوع من المشكلات تَكَوّني لدى الأطفال حيث يكون هناك انسداد في الصمام أو يكون التشوّه في عدم وجود غرفة من غرف القلب.
كما يمكن ان تكون المشكلة في الشرايين أو بسبب وجود ثقب بين غرف القلب. حتى أنه يمكن أن يكون هناك قسم كامل في القلب غير موجود وهي الحالة الأصعب.
هل يمكن تحديد أعراض معينة يمكن أن تلاحظها الأم أو الطبيب فتلفت النظر إلى وجود مشكلة في القلب لدى الطفل؟
هناك أكثر من 35 نوعاً من المشكلات الخلقية التي يمكن أن تظهر في قلب طفل ولكل منها أعراض معينة وعلاجات مختلفة. لكن ثمة مشكلات خفيفة إلى درجة لا يكون لها أعراض ظاهرة. قد يلاحظ طبيب الأطفال بالدرجة الأولى وجود مشكلة معينة كوجود صوت إضافي في القلب.
أما إذا كانت المشكلة معقدة أكثر، فيمكن ملاحظة ازرقاق لديه او أنه لا يأكل جيداً أو لا ينمو جيداً وهذه من الأعراض التي قد تلاحظها الأم. كما يمكن أن يكون الطفل متعباً من الولادة إذا كان العيب معقداً. أما المشاكل الأقل تعقيداً فقد لا تسبب أي أعراض.
هل تحتاج هذه الحالات إلى معالجة طارئة من ولادة الطفل أم انه يتم انتظار بلوغه سناً معينة؟
من الممكن معالجة المشكلات الأقل تعقيداً لاحقاً في مرحلة الطفولة وهي المشكلات التي قد لا تسبب أعراضاً واضحة. أما المشكلات الحادة والمعقدة فلا بد من معالجتها من الأيام الأولى لأنها تشكل خطراً كبيراً على الطفل في حال عدم ملاحظة وجودها ومعالجتها.
علماً أن نسبة الأطفال الذين لا يعيشون أكثر من سنة جراء إصابتهم بمشكلات معقدة في القلب، تصل إلى 70 في المئة.
ما التقنيات العلاجية التي قد تعتمد في حالات التشوهات الخلقية في القلب؟
ثمة تقنيات جديدة يمكن اعتمادها بواسطة القسطرة. كما يمكن اعتماد تقنية البالون أو الأدوية. هذا إضافةً إلى الحالات التي تشفى تلقائياً دون علاج.
إلى أي مدى تصل فاعلية العلاجات المتوافرة حديثاً؟
ثمة تطور كبير في العلاجات المتوافرة حالياً من جراحة وتمييل وبالون. وصار من الممكن معالجة الحالات المعقدة بفاعلية كبرى وتصل نسبة النجاح فيها إلى 95 في المئة. لكن الأهم يبقى الكشف المبكر وإعطاء العلاج المناسب.
هل تقع مسؤولية اكتشاف المرض على الطبيب أو على الأم؟
هذه مسؤولية الكل معاً، فمن الضروري إجراء التشخيص السليم سواء كانت الأم هي من لاحظت الأعراض الأولى أو طبيب الأطفال في الفحص السريري.
متى تكون الجراحة مطلوبة للمعالجة ومتى يكون الحل بالأدوية؟
يختلف العلاج بحسب المشكلة ففي حال وجود هبوط في عضلة القلب يتم اللجوء إلى الأدوية لتنشيطها. أما في حال وجود تسارع في دقات القلب، فثمة حاجة إلى الأدوية للحد من هذا التسارع. لكن ثمة حالات معينة تستدعي اللجوء إلى الجراحة ولا مفر من ذلك لتجنب المضاعفات التي تشكل خطراً على حياة الطفل لاحقاً.
هل تشكل الجراحة خطراً على حياة الطفل؟
قد لا يعيش الطفل في حال عدم حصوله على العلاج المناسب سواء بالجراحة أو بغيرها من الوسائل العلاجية. تصل نسبة نجاح الجراحة إلى 95 في المئة، لكن من الناحية الطبية لكل جراحة خطورتها بنسبة معينة، وهي في الوقت نفسه تسمح بأن يعيش المريض حياته بشكل طبيعي لاحقاً.
أعراض مرتبطة بالعيب الخلقي في القلب:
تسارع دقات القلب
تزايد سرعة التنفس
قلة الشهية
حاجة كبرى إلى الوحدات الحرارية
تراجع في الأكل بسبب السرعة في التنفس
الالتهابات المتكررة كالنزلة الصدرية والالتهاب الرئوي
الامتصاص القليل للغذاء في الجهاز الهضمي
تناقص الأوكسيجين في الدم مما يؤدي إلى الازرقاق
النمو البطيء في الوزن بسبب الحاجة المرتفعة إلى الوحدات الحرارية ورغم تناول كميات جيدة من الحليب، ففيما يتضاعف وزن الطفل الصحيح بعد 4 أو 5 أشهر من الولادة، يميل الرضيع الذي يعاني مرضاً في القلب إلى كسب الوزن ببطء ويعتبر معدل زيادة 250 غ إلى 450 غ شهرياً مقبولاً لطفل يعاني عيباً في القلب.
مؤسسة Brave Heart
انطلقت مبادرة القلب الشجاع Brave Heart عام 2003 في مركز قلب الأطفال في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت مع سيدتين انطلاقاً من تجربة صعبة مرّتا بها في هذا الإطار، ولم ترغبا في أن يعيش آخرون تجربة صعبة بسبب العبء المادي.
أرادتا تأمين الدعم المادي لأهل الأطفال الذين يعانون مشكلات في القلب لتسهيل الأمور عليهم من أجل تغطية تكاليف علاج المستشفى والجراحة، خصوصاً أن العديد من الحالات التي تشخص يؤجل علاجها والجراحة بسبب العوز مع ما يرافق ذلك من خطر على حياة الطفل المريض.
ويهدف صندوق Brave Heart إلى تأمين مصدر فوري ومستمر للموارد المالية للأطفال المحتاجين الذين يعانون عيباً خلقياً في القلب. بداية جمع التبرعات كانت مع ماراثون بيروت ثم تبعته أنشطة أخرى كالعشاء السنوي لجمع التبرعات.
إضافةً إلى وجود مموّلين للصندوق ومتبرعين. وتقام أيضاً حملات توعية خاصة في هذا الإطار. علماً أنه بعد تشخيص الحالة، تجري مساعدة المريض سواء كان يحتاج إلى جراحة أو إلى استشفاء فقط.
غذاء طفلك
يمكن أن يتغذى الطفل الذي يعاني عيباً خلقياً في القلب بالرضاعة الطبيعية أو في الزجاجة شرط تنظيم وقت إطعامه والطريقة.
قد يحتاج إلى وجبات إضافية أحياناً.
قد يحتاج إلى تناول الحليب بواسطة الأنبوب كونه يكتسب مزيداً من الوزن عند إطعامه مرات عدة .
من الأفضل إطعامه كل ساعتين
قد تكون هناك حاجة إلى إيقاظه ليلاً مرات عدة ليحصل على كميات كبرى من الحليب.
من الأفضل له، ليكتسب مزيداً من الوزن إعطائه الحليب المصنّع إلى جانب الحليب الطبيعي.
في حال الإرضاع الطبيعي قد يطلب من الأم عدم الإرضاع عند الولادة. في هذه الحالة يجب ضخ الحليب من الثدي كل ساعتين أو ثلاث في الأسبوع الأول، للحفاظ على كمية الحليب. وعندما تستقر كمية الحليب يمكن خفض النسبة إلى 4 أو 5 مرات في الأسبوع. علماً أن الرضاعة الطبيعية لا تعتبر أكثر صعوبة على الطفل المريض بل هي أسهل له.
يجب اختيار زجاجة حليب مع حلمة خاصة أو يمكن توسيع الثقب فيها ليتدفق الحليب بسهولة كبرى.
عندما يبلغ الطفل 6 أشهر، من الأفضل استبدال الماء بالعصير كونه يحتوي على المزيد من الوحدات الحرارية إلا أنه لا يحل محل الحليب.
يعطى الطعام الصلب إلى الطفل بعد سن 6 أشهر بالملعقة ولا يضاف إلى الحليب لأنه بهذا تزداد سماكته مما يزيد صعوبة امتصاصه.
يجب عدم تحديد كمية الدهون في غذاء الطفل الذي يعاني عيباً خلقياً في القلب في العامين الأول والثاني لأنه يحتاج إليها لينمو. لذلك لا يعطى الحليب القليل الدسم أو الخالي من الدسم.