الأردنيون: «الأضحى» تقرب إلى الله بالذبح وفرحة في عيون الأطفال
المدينة نيوز :- يُعرف عيد الأضحى عند كثير من الأردنيين (بالعيد الكبير)، وهو كبير بمعانيه الدينية، والاجتماعية، كما هو فرحة تعمُر قلوب الملايين من المسلمين، في شتى أنحاء المعمورة، فيفرح به الصغار قبل الكبار، ويعيش الناس إجواءه الإيمانية بكل معانيها وتجلياتها.
لكن العظمة تتجلى في هذا العيد، لأنه يحمل معانٍي ومضامين جليلة، ويحث على طاعاتٍ وعباداتٍ عظيمة، كصلاة العيد، والنحر، وصيام يوم عرفة، وتعظيم الشعائر التي أقسم الله بها بقوله تعالى»: والفجرِ وليالٍ عشر..» والعشرِ هنا حسب جمهور العلماء، (العشر من ذي الحجة)،
ولعل اداء فريضة الحج ركيزة أساسية من ركائز عيد الأضحى المبارك.
ففي المملكة للعيد الكبير نكهة ومذاق مختلف، إذ تبدأ الإستعدادات إليه قبل ولوُجِه، لأنه يرتبط بشعيرة عظيمة، وهي النحر، وقد سُمّي بالأضحى، لأن معظم المقتدرين يتقربون إلى الله بقربان وذبح عظيم، وهو تأسياً بسيدناً ابراهيم - عليه السلام - حينما أراد أن يذبح ابنه إسماعيل بأمر من الله، فافتداه ربه بذح عظيم.
الأردنيون يسعون إلى شراء أضاحيهم، سواء البلدية، أم المستوردة، ومنهم من يوكل من يذبح عنه الأضحية خارج الأردن، لكن الطقوس الأردنية في ذبح الأضحية نهار العيد، لها طابعا مميز، فيفرح الناس بذبحهم، ويقيمون عليه الولائم، ويوزعون منه للفقراء.
فيشعر الأطفال وهم يرتدون ملابس العيد الجديدة، ويتنقلون من بيت قريب إلى آخر، بسعادة كبيرة، وفرحٍ يملأ قلوبهم الغضة، وتنتابهم لحظات غامرة وهم يتلقون (العيدية) من الأب والأخ والأم والخال والعم، وهذه الفرحة من تعاليم وآداب استقبال العيد.
يقول الشيخ أحمد هارون، إن عيد الأضحى أحد أهم مناسبتين عند المسلمين، يوافق هذا اليوم العاشر من ذي الحجة بعد انتهاء وقفة عرفة، الموقف الذي يقف فيه حجاج بيت الله الحرام لتأدية أهم مناسك حج البيت.
يعتبر هذا العيد أيضا ذكرى لقصة إبراهيم، حسب الشيخ هارون، عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل تلبية لأمر ربه لذلك يقوم العديد من المسلمين بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام (خروف ، أو بقرة ، أو ناقة) و توزيع لحم الأضحية على الأقارب و الفقراء و أهل بيته، ومن هنا جاء اسمه « عيد الأضحى».
معظم المسلمين يصومون يوم عرفة، إمتثالاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الحجاج لا يصومون ذلك اليوم، ففيه وهو الذي يسبق نهار العيد، الدعاء والتقرب إلى الله، والتمسك بحبائله جل وعلا، فصيام عرفه يجزئ عن صيام الدهر.
أما الطقوس الدينية لاستقبال عيد الإضحى، فتبدأ باداء صلاة العيد، فجر اليوم الاول منه الذي يستمر اربعة ايام، وتصلى هذه الصلاة في مصلى خارج «المساجد» كما انها تجوز داخل المساجد، ففي عمان ستتم الصلاة في ساحة المدينة الرياضية كما أعلنت عن ذلك وزارة الأوقاف.
بعد انتهاء الصلاة، يسلم المصلون على بعضهم البعض، يهنئون ويباركون بالعيد، ثم ينتشرون ليقوموا بذبح اضحياتهم تطبيقا للآية: «انا اعطيناك الكوثر ،فصلّ لربك وانحر».
لأيام عيد الاضحى أسماء مختلفة منها (تسعة ذي الحجة يوم عرفة (عشرة ذي الحجة يوم النحر) (الحادي عشر - الثالث عشر من ذي الحجة ايام التشريق). وغيرها.. اما بالعامية فيسمى عيد الاضحى بالعيد الكبير.
الأردنيون تتوجه عيونهم في أيام العيد نحو مكة المكرمة، حيث يقوم ملايين المسلمين بتادية خامس اركان الاسلام وخاتمها الا وهو حج بيت الله الحرام، والذي ياتي تلبية لنداء الله في القرآن، حيث قال الله: «وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق». فكثير منهم ينتظر حاجاً له، وينتظر عودته بفارغ الصبر. تلك معاني العيد في عيون الأردنيين.