"الخطاط حسن" يرفض كتابة اللافتات ويحول الهاشمية إلى لوحة فنية
المدينة نيوز- قرر الخطاط حسن علي الزيود هجر كتابة اللوحات واللافتات الشخصية ويقدم خدمة متميزة لبلدة الهاشمية تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات التي ستجري في 20 ايلول الحالي وذلك بتحويل شارعها الرئيس الى لوحة فنية جميلة .
"الفنان ليس تاجرا" يقول حسن، الذي التقته وكالة الانباء الأردنية في لواء الهاشمية في محافظة الزرقاء، مضيفا "إن المواطن يستطيع أن يقدم الأفضل لبلده على ارض الواقع "، مبينا أن بينه وبين مدينة الهاشمية قصة عشق لا يعرف سببها تشبه قصة عشقه لابنته أميرة التي أيضا تعشق الفن والرسم والنحت، فهي تشبه أباها.
الخطاط حسن قال إنه قرر أن لا يكتب لافتة واحدة أو شعارا واحدا على لافتة بعد أن استدعاه رئيس بلدية الهاشمية رضا الزيود الى مكتبه وطرح عليه بدلا من ذلك فكرة تجميل الهاشمية وقبل بذلك رغم وضعه المعيشي الصعب فهو لا يعمل موظفا وليس لديه تأمينا صحيا أو ضمانا اجتماعيا.
حسن وبدعم مباشر من بلدية الهاشمية صاحبة الفكرة بدأ بتزيين شارع الهاشمية الرئيس بمقولات على الجدران منها " أفكارنا تعكس ثقافتنا" و "الأردن"، و "دام عزك يا وطن"، كما حول حاويات النفايات من الخارج إلى لوحة جمالية برسومات رائعة وورود تسر الناظرين الأمر الذي يشعرك سالك الطريق بالمتعة والجمال.
حسن الذي امتدت خدمته في الرسم والنحت أربعين عاما قال "إن السكان في اللواء كم أسعدهم هذا الفعل، فمنهم من يحضر له الماء البارد، ومنهم من يحضر له الطعام ومنهم من يساعد في الاعمال الإضافية من نقل ومسح وتكنيس، ومنهم من كان منزعجا منه في فترة سابقة بشكل شخصي الا أنه تجاوز الخلاف وحضر الى المكان وساعده وكانت هذه المبادرة من البلدية سببا في طي خلافات بسيطة، وهو دليل على أن الناس متعطشة لترى الأشياء الجميلة في اللواء وتطبق على أرض الواقع دون بقائها حبرا على الورق.
وعن قصة ابداعه في الرسم وموهبته يقول حسن منذ صغري كنت أحب الأشكال الهندسية "وأذهب لأول معمل طوب نشأ في الهاشمية تقريبا عام 1976 م وأشاهد كيف يتشكل الطوب بهذا الشكل، وأعود الى البيت وآخذ بكيت الدخان وأرسم عليه وألونه بعلبة دهان خاصة بأحذية والدي، وكنت أقص "ملفع" والدتي وأنخل به التراب وأصنع أشكالا من الطوب، وكان والدي يقول لوالدتي دائما حسن سيصبح خطاطا وفنانا." "عرباية ومكنسة ومجرود" يقول حسن انها أدوات اشتراها قبل سنوات وقام بإطلاق مبادرة لتنظيف الهاشمية الشارع الرئيس حتى يلفت نظر المسؤولين في اللواء الى عدم العناية بنظافة مدينتهم واشعار السكان ايضا أن النظافة ليست مسؤولية على الدوائر الخدمية فقط ولكنها على الجميع بدءا من الطفل وانتهاء بالمسؤولين.
وعن مشروعه المقبل قال إنه يعمل على انشاء معرض خاص بالفن البيئي واعادة تدوير المخلفات البيئية، وأنه بصدد استصلاح عدد من الحاويات التالفة في اللواء وتقطيعها وبناء مجسمات وأشكال لنبذ الطائفية والعنف والتطرف والتعايش بين الأديان وهو عمل يتمنى أن يرى النور قريبا وبدعم من المسؤولين.
"مبادرة لبلدية الهاشمية لإخراج هذا اللواء بأجمل صورة"، هذا ما قاله رئيس بلدية الهاشمية رضا الزيود، مبينا انه طلب من حسن الحضور الى البلدية واستغلال قدراته المتفجرة في اللواء وشوارعه، وتقديم دعم مالي لقاء ابداعه هذا ضمن الامكانات المتاحة وهي كثيرة، كما تم شراء كل متطلبات العمل ومن أجود الانواع المتوفرة في الأسواق، وتوفير كادر عمل مساعد له في العمل خاصة ان العمل يتطلب جهدا مضاعفا من البلدية لأنه في الشارع الرئيسي الدولي في لواء الهاشمية.
وبين رضا أن هناك مشاريع مقبلة أيضا وهي مدخل الهاشمية من جهة مصفاة البترول الأردنية وجدران المدارس، مؤكدا تبنيه لأي جهد يُخرج مدينة الهاشمية بأجمل الصور لأن الوطن يستحق كثيرا من العمل والجهد.
وطلب رضا من الشركات العاملة في لواء الهاشمية والمصانع وغيرها دعم أبناء اللواء والبلدية لخدمة المواطن والتخفيف من أعبائه والمساهمة بأقصى طاقاتها للتنمية وتوفير ما يتطلبه المجتمع المحلي وأن لا يبخلوا على الهاشمية من قدراتهم.
"شخص واحد يصنع الفارق والتغيير في المدينة إن وجد الدعم" هو ما قاله سكان من مدينة الهاشمية، وأن ما قامت به البلدية في استغلال طاقات حسن ودعمه ماديا ومعنويا هو ما يحتاجه اللواء.
وبين المواطنون أن التغيير يبدأ من المواطن المحب لوطنه ومن مسؤول يتقن العمل ويبحث عن الابداع لدى المواطنين وهو ما جرى بين بلدية الهاشمية والخطاط حسن منذ ايام قليلة، حيث تحول مدخل الهاشمية الى لوحة جميلة اكتمل مشهدها باستغلال البلدية لقدرات حسن الجميلة على جدران الهاشمية وشوارعها.
--(بترا)