فشل مؤتمر المرئي والمسموع وأصبحنا مسخرة أمام العالم !

المدينة نيوز – خاص – كتبت داليدا العطي - : كعادتنا ، لن نستهل الخبر بقالبه الكلاسيكي وسنبدأ بطرح سؤال :
من هو العبقري الذي اقترح عقد مؤتمر لمناقشة قضايا المرئي والمسموع واقعا ووتطلعات في وقت نعتبر فيه أكثر بلد متخلف بهذا الشأن ..
المؤتمر الذي يعقد على مدى 3 أيام ، والذي استضيف فيه وإليه بعض المتخصصين والرسميين من بلاد عربية وأجنبية كان ، وما زال مسخرة بكال المقاييس إذا اعتبرنا أن عدد حضور أي جلسة حوارية لا يتعدون أصابع اليد الواحدة ، رغم تقديم الدعوات وحجز القاعات وإعداد موائد الطعام والشراب ( على حساب الهيئة ) وكله من أجل 10 أشخاص بالكثير .. أبمعنى : إنه تم حجز قاعات وبوفيهات وكنافة تكفي لـ 300 شخص ، ولا يحضر المؤتمر إلا 5 أشخاص ، و10 مع الحضور والمنظمين ..
والمأساة ، أنه تم إخفاء هذه الحقائق عن الرأي العام ، لتكريس انطباع بأن المؤتمر نجح نجاحا باهرا ، مع أن الضيوف المشاركين فيه أصيبوا بالإحباط كما أسر بعضهم للمدينة نيوز ، كونهم حاضروا وقرأوا أوراق أعمالهم لانفسهم فقط .
لم يقل لنا مدير الهيئة أو من شجعوه على عقد هذا المؤتمر الفاشل الذي كلف الهيئة مبالغ طائلة ، وأطعمة تغيث قرى أردنية بحالها من خلال طعام تم إلقاؤه في ( الزبالة ) أجلكم الله ، لم يقل لنا بماذا كان سيجيب لو أنه سئل من وسائل إعلام لم تحضر أصلا عن التعليمات التي طرزتها الهيئة ضد كل ما هو مرئي ومسموع في البلد ، من محطات وإذاعات وغيرها ، إذ سيصاب ، أو سيصاب البلد بالحرج ، كون التعليمات التي صدرت لتنظيم عمل المرئي والمسموع مضحكة وأبعد ما تكون عن الحرية والديمقراطية والرأي الآخر الذي عقد المؤتمر من أجل تكريس انطباعه الذي لن يتكرس في ظل وجود هكذا قانون وهكذا تعليمات ...
ولتأكيد أننا متخلفون ، علينا أولا قراءة ما سمي : تعليمات البرامج والإعلانات والدعاية التجارية ، لنتأكد بأننا نضحك على أنفسنا قبل أن نضحك على غيرنا ونأتي بهم من أقاصي الأرض ( رغم قلة عددهم ) إذ لو كان العدد كبيرا لصار الأمر فضيحة بجلاجل ، أجلكم الله .
ماذا يعني أن تكون أي مادة تبث للترويج الإعلاني ببدل وبدون بدل ( إعلانا ) يجب أن تستوفى شروطه بموجب التعليمات ، وأيضا ماذا يعني أن : نعتبر سن 18 سنة فما دون سنا خاضعة لتطبيق عقوبة إن عومل صاحب هذا السن وكأنه بالغ وعلى اعتبار أن البلوغ هو 18 سنة فقط ( نقصد البلوغ الإعلامي وهو ما لم يحدث في بلاد الواق واق ) والنكتة الكبرى أن للهيئة الحق :
بإيقاف أي برنامج و – أو إعلانات أو دعايات إذاعية أو تلفزيونية تتعارض وأحكام قانون الإعلام المرئي والمسموع والأنظمة الصادرة بمقتضاه وأية قوانين ذات علاقة " .. وأيضا ما حوته المادة 6 من القانون ، وهي مادة مضحكة بكل المقاييس ونعرضها لكم وهي على النحو التالي :
1. التقيد بالمصداقية والموضوعية، والمهنية.
2. احترام العادات والتقاليد في المجتمع الأردني, وتكريس الأخلاق والأداب العامة.
3. توخي الدقة وعدم التحيز أو الإساءة أو بث كل ما يدعو إلى ما يذلّ, يهين, يشوه, يذم الأشخاص.
4. تقديم الأخبار والفعاليات بموضوعية وحيادية وأمانة دون تحريف أو تغيير.
5. عدم التدخل أو التأثير على مجريات التحقيق في أي قضية منظورة أمام القضاءأو نشر معلومات يقرر القاضي أنها سرية ولازمة لطبيعة بعض القضايا،
وعدم تجريم المتهم قبل صدور حكم عليه من قبل السلطة القضائية.
6. مراعاة قوانين الملكية الفكرية في المملكة.
7. توفير الإمكانيات اللازمة لتقديم البرامج التلفزيونية للصمّ والبكم حيثما أمكن.
8. أن يشمل البث اليومي للمحطة بإستثناء المحطات التي تبث بغير اللغة العربية والمحطات الفضائية ما لا يقل عن 15% من الإنتاج المحلي .
9. التنويه والإشارة إلى إسم البرنامج, اسم المنتج، اسم المخرج حيثما أمكن.
10.
( أ ) الإشارة إلى الفئة العمرية التي يُسمح لها بمشاهدة البرنامج.
( ب ) عدم عرض أي برامج لا تتناسب وفئة الأطفال قبل الساعة العاشرة مساءً.
( ج ) التنويه قبل عرض البرامج بأنها تتضمن مشاهد عنف أو رعب أو أية مشاهد قد تؤذي مشاعر الجمهور.
11.الحصول على موافقة الهيئة قبل عرض أو تقديم أي برنامج يتعلق بجمع تبرعات لأي جهة كانت أو الإعلان عن إجراء (تيلثون)
12. عدم الإدعاء بما يشير أنها الأفضل بأي شكل من الأشكال.
13. الإلتزام بالتعليمات التي تضعها الهيئة في حالات الطواريء أو الكوارث.
ولنقرأ سوية نص المادة السابعة التي تتحدث عن الاطفال الذين هم وكما قلنا دون 18 سنة ، وهي على النحو التالي :
المادة (7): تلتزم المحطة في بثها للبرامج الموجهة للأطفال بما يلي:-
1- عدم تضمين هذه البرامج أي مواد تؤثر سلباً في سلوك الأطفال النفسي و/أو الصحي و/أو الأخلاقي أو يُعرّض حياتهم أو صحتهم للخطر.( لاحظوا مطاطية هذه المادة والمدى الذي تسبح فيه الألفاظ والدلالات الواقعية وحتى الخيالية ) .
2- عدم تضمين هذه البرامج أو تلك التي يظهر فيها الأطفال مشاهد عنف أو أذى مهما كان نوعها أو طبيعتها.( لم يتم تحديد ما هو الأذى ، وترك الأمر للمزاج ) .
أما قصة الأخلاق والإلتزام بها ، وهي ما يطنطن به خصوم الحرية بمعناها الإنساني والأخلاقي العام ، فلذلك قصة أخرى ، تاليا بعضها :
يلتزم المرخص له عند بث الإعلانات والدعايات التجارية عبر المحطات الإذاعية والتلفزيونية بما يلي :
5- حترام العادات والتقاليد في المجتمع الأردني، وتكريس الأخلاق والأداب العامة.
6- إحترام الذات الإنسانية والقيم الأخلاقية وأن لا تدعو إلى التفرقة على أساس، العرق، اللغة، الدين، الجنس، أو العجز العقلي أو الجسدي
7- أن لا تتضمن إيحاءات جنسية أو ترويج للإباحية أو الإنحراف.
8- عدم الإعلان أو الدعاية لأي من منتجات التبغ والمشروبات الكحولية.
9- أن لا تتجاوز نسبة الإعلانات والدعاية التجارية (10%) من ساعات البث اليومي.
10- عدم السماح بظهور الأشخاص أو ممتلكات أشخاص دون أخذ موافقتهم المسبقة للإعلان.
11- بث الإعلانات والرسائل الإخبارية في حالات الطواريء ووفق تعليمات الطواريء والكوارث التي تضعها الهيئة.
12- عدم الترويج للمفاهيم السوقية أو الإيحاء لأي فعل غير قانوني.
13- تخصص مساحة كافية من الإعلانات لبث رسائل إرشادية بقصد توعية الجمهور.
14-الحصول على موافقة الهيئة قبل عرض أي إعلانات أو دعايات تجارية تتعلق بجمع تبرعات لأي جهة كانت.
ماذا تراه سيكتب عنا الذين حضروا المؤتمر وأعدوا ورقات عملهم معتقدين أن مئات سيكونون ضمن المشاركين والمحاضرين وأن عشرات من قنوات البث وعشرات الإذاعات ستنقل وقائع المؤتمر الذي لم تنقله للأسف سوى وكالة بترا ؟؟ .
مدير عام الهيئة أمجد القاضي أتحفنا بأن مؤتمره جاء (ضمن سلسلة متواصلة من فعاليات تقيمها الهيئة لمناقشة مجموعة من قضايا الاعلام العربي وبحث واقعه ( ولم يذكر القاضي متى وأين بدأت أولى هذه السلسلة ، وأضاف : " ان الهيئة تسعى جاهدة ضمن اطر علمية وعملية مع جهات محلية وعربية ودولية لرفع مستواه وتحقيق تطلعات العاملين فيه ضمن جهد تنظيمي وتنسيقي يساهم في تبادل الخبرات وتأهيل الراغبين في الاستفادة من الجهد الجمعي للمعطيات لبلورة رؤى اعلامية تحاكي العالمية في زمن ثورة الاتصالات. ) .
وبصفته مديرا للهيئة نسأله : هل نحاكي العالمية بموجب هذا القانون وهذه التعليمات ، أم ترى عطوفته لم يقرأ أصلا التعليمات ، لأنه لو قرأها جيدا ، فإن كل ما قاله في المؤتمر لن يقوله البتة ، لأن الضيوف لهم آذان وعيون ويقرأون ويعلمون أكثر مما يعلم ( بعض ) المشرفين على هيئة أراد جلالة الملك من ورائها أن نكون مضرب مثل للعالم ، لا أن نكون ( مسخرة ) كما أرادنا بعض مدراء الإعلام في البلد ! .
حمى الله الأردن .