الادخار الوطني سالب

تم نشره الإثنين 12 أيلول / سبتمبر 2016 12:41 صباحاً
الادخار الوطني سالب
د. فهد الفانك

لا يتوفر لدي رقم لحجم الإدخار في الاقتصاد الأردني ، والأرجح أنه أقل بكثير من التوقعات ، لأن الفوائض التي يحققها القطاع الخاص ، يقابلها العجز في موازنة الدولة ، أي أن الحكومة تقترض إدخارات قطاع العائلات من خلال البنوك وتنفقها كمصاريف جارية.

حتى وقت قريب كان حجم الاستهلاك الخاص والعام عندنا يعادل 105% من الناتج المحلي الإجمالي ، أي أننا نستهلك كل ما ننتج مضافاً إليه نسبة معينة تغطى من مصادر خارجية كالقروض.

ليس معروفاً ما إذا كان هذا الوضع قد تغير في السنوات الأخيرة ، وإلى أي مدى ، ويخشى أن يكون قد تفاقم ، ذلك أن دائرة الإحصاءات العامة لم تعد تنشر الحسابات القومية باعتبار أن الناتج المحلي الإجمالي هو مجموع الاستهلاك والاستثمار مطروحاً منه عجز الميزان التجاري أي زيادة المستوردات عن الصادرات من السلع والخدمات.

الادخار السالب وضع شاذ قلما تجد لها مثيلاً في بلاد أخرى ، أصبح ممكنا بالنظر لتوفر موارد مالية خارجية تغطي الفجوة ، وفي المقدمة حوالات المغتربين الأردنيين ، وحصيلة المنح العربية والأجنبية ، فضلاً عن الرصيد المتصاعد للمديونية.

هذا ضعف هيكلي في بنية الاقتصاد الأردني ، نشأ واستمر نتيجة ظروف معينة لا تتكرر في بلد آخر.

ليس لدينا مانع بطبيعة الحال من أن نأخذ راحتنا في الاستهلاك الكثيف الذي لا تسمح به مواردنا الذاتية ، طالما أن هناك مصادر جاهزة لسد الفجوة الكبيرة قد تكون أو لا تكون قابلة للاستمرار. إذا كان ما يتحقق في الأردن هو إدخار سالب ، فهل يمكن أن يتحقق النمو الإيجابي في ظل إدخار سالب؟.

هناك من ينكر أن الاردن يحقق إدخاراً سالباً ، ولكن حجم الدين العام يؤكد هذه الحقيقة ، فالاقتراض هو الوجه المعاكس للإدخار.

ليس هناك عاقل يعترض على كثافة حوالات المغتربين أو ارتفاع حصيلة المنح العربية والأجنبية ، ولكن ماذا إذا تراجعت هذه المصادر سنة بعد أخرى ، مما يضع الاقتصاد الأردني في مأزق.

هل هناك ما يمكن عمله تجاه هذا الوضع ، وهل هناك إجراءات يمكن الأخذ بها لتلطيف الحالة؟ هنا نتساءل: هل من الضروري ان ينفق الأردنيون 200 مليون دولار شهرياً في الخارج على السياحة بجميع أشكالها ، فضلاً عن الحج والعمرة.

لا نقول بالمنع ، ولكن برفع الكلفة بالطرق المعروفة.

(الرأي 2016-09-12)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات