عين على الشهباء وعين على الحدباء!

تم نشره الإثنين 03rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:30 صباحاً
عين على الشهباء وعين على الحدباء!
محمد كعوش

الابتسامة على وجه رئيس حكومة العراق حيدر العبادي كانت عريضة وواسعة ، خلال استقباله البرزاني ، ولكن ابتسامته ، كما ضحكته ، طارت وتلاشت ، بعد انتهاء اللقاء ، حين ظهر العبادي امام الصحفيين ، يتحدث عن عدم استغلال تحرير الموصل من أجل التوسع واهداف اخرى.

الحقيقة أن رئيس حكومة بغداد بالغ في اظهار فرحته بهذا التحالف الغربي الواسع الذي تقوده اميركا ، والذي يذكرنا بغزو العراق واحتلاله قبل 13عاما. الهدف المعلن هو تحرير الموصل ، ولكن الأمر يستحق التوقف والتفكير والتساؤل والشك ، حول الأهداف الحقيقية التي دفعت الدول الغربية نحو المنطقة ، فهناك تسابق محموم بين دول التحالف على القتال في العراق ، تحت عنوان محاربة داعش وتحرير الموصل ، لدرجة ان فرنسا لم تنتظر وصول القوات الحليفة الى العراق ، فبدات طائراتها القصف الجوي انطلاقا من حاملة الطائرات التي تحمل اسم شارل ديغول الراسية في شرقي المتوسط.

ما هو الهدف الحقيقي وراء هذه الحرب الدولية التي ستكون في الموصل وحولها ؟

اذا كان رئيس حكومة بغداد المتحمس ، قد وافق على هذا التدخل وهو يعلم باهدافه ، فهذه مصيبة ، واذا كان لا يعلم فهذه كارثة ومصيبة أعظم ، لأن الهدف الحقيقي من تحرير الموصل هو تقسيم العراق ، وتوسيع مساحة اقليم كردستان ، الذي اصبح على أبواب الأنفصال عن العراق ، واعلان الدولة الكردية المستقلة.

الموصل هي ثاني أكبر مدن العراق ، وهي مدينة تاريخية بحضارتها القديمة ، ومن القابها القديمة اسم « الحدباء» ، بسبب تلك الانحناءة الظاهرة في مجرى نهر دجلة عندما يمر عبرها. وبلغ عدد سكانها قبل سقوطها بيد الدواعش ، أكثر من مليوني نسمة ، وتشكل نموذجا جيدا للعيش المشترك ، في مجتمعها المتميز بتكوينه المتشكل من تعدد الطوائف والاعراق.

لم يكن تحرير الموصل يحتاج الى هذا الحشد الدولي والاقليمي. لأن الجيش العراقي كان يتقدم باتجاه المدينة ببطء ، وهو قادر في النهاية على محاصرتها ودخولها ، بالتزامن مع انهيار جبهة الارهاب في سوريا والعراق. ولكن يبدو ان الدول التي تحارب داعش في العراق هي ذاتها تدعم التنظيم الارهابي في سوريا. والهدف الحقيقي هو تحرير الموصل وتقسيم العراق ، ومنع تحرير حلب من اجل تقسيم سوريا ، لأن حلب والموصل هما مفتاح وحدة العراق وسوريا ، كما هما مفتاح تقسيم البلدين ، ضمن مشروع تقسيم المنطقة الذي لن يتحقق باذن الله.

الحقيقة أن الامة العربية تقف اليوم أمام مشهد تراجيدي مصيري ، يشعرنا ، في غياب الوعي والعدالة ، بان التحالف الدولي الغربي يفرض نهاية التاريخ ، يقابله التنظيم الارهابي الاممي الذي يقودنا الى صدام الحضارات. وامام تطورات هذا المشهد نرى التحالف الغربي يقف على مشارف منطقتنا ومرحلتنا ، يرفع يافطة محاربة الارهاب ، وعينه الاولى على حلب «الشهباء» والاخرى على الموصل « الحدباء « ، وقد شهر سلاحه وفقد اعصابه ، يريد العودة بقوة السلاح الى بلادنا وحاضرنا ، كي نعيش على دقات ساعته ، في شرق اوسط جديد هو مضمون كتاب شمعون بيريز ، ومشروع المحافظين الجدد في الغرب.

(الرأي2016-10-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات