الغاز الإسرائيليّ في طريقه لتركيّا واليوم أوّل وزير من حكومة نتنياهو يزور أنقرة
المدينة نيوز :- ذكرت مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب أنّه للمرّة الأولى منذ حادثة أسطول مرمرة في شهر أيّار (مايو) من العام 2010، يصل وزير الطاقة الإسرائيليّ، يوفال شطاينتس، وهو من أقرب المٌرّبين لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، للقاء نظيره التركي، بيرات البيرق. ووفق التقارير العبريّة فإنّه من المُفترض خلال اللقاء دفع صفقة تصدير الغاز الإسرائيليّ إلى تركيا بجانب إمكانية تعاون آخر بين الدولتين في مجال الطاقة.
علاوة على ذلك، قال الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبرية إنّ مسؤولين إسرائيليين رأوا أنّ هذه الخطوة علامة مشجعة على الخطوات المقبلة، بحسب تعبيرهم.
يأتي ذلك، بعد لقاءٍ رسميّ وعلنيّ بين الوزيرين في إسرائيل، فيما كان الرئيس التركيّ، رجب طيب اردوغان، قد لفت إلى أنّ هذا اللقاء سيُعقد في أعقاب تطبيع العلاقات الذي وُقِّع بين الطرفين في شهر حزيران (يونيو) الماضي,وفقا لما نقلته صحيفة رأي اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي هذا الموقف بعدما أكملت إسرائيل تحويل 20 مليون دولار إلى صندوقٍ إنسانيّ في الحكومة التركية، لدفع التعويضات لعائلات المواطنين الأتراك الذين قُتِلوا أثناء سيطرة جنود إسرائيليين على سفينة “مافي مرمرة”، بالقرب من شواطئ مدينة غزة المُحاصرة.
أيضًا، أشارت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة، إلى أنّ عملية تعيين سفراء جدد في البلدين تتقدّم، فقد قررت وزارة الخارجية التركية تعيين الدبلوماسي كمال أوكم سفير تركيا في إسرائيل. كما ستُعقد في الأخيرة قُبَيل نهاية الشهر لجنة تعيينات عليا تابعة لوزارة الخارجية لتعيين سفير إسرائيلي جديد لدى أنقرة.
جديرٌ بالذكر، أنّه بحسب أرقام أعلنتها الحكومة الإسرائيلية قبل أيام، فإنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة وآسيا وتركيا، هي الوجهات الثلاث التي شهدت نموًا مُهمًا في العلاقات التجارية مع الإسرائيليين.
ووفقًا للمُعطيات التي نشرتها رسميًا تل أبيب، فقد بلغت التجارة مع تركيا العام 2014 نحو 5.44 مليار دولار. وهو رقم قياسي بين البلدين، يتضمن ارتفاعًا بنسبة 11.5 بالمائة عن العام 2013.
وفي التفاصيل، بلغت الصادرات الإسرائيلية لتركيا 2.75 مليار دولار، بنمو 10 بالمائة، بينما بلغت الواردات 2.68 مليار دولار بنمو 13 بالمائة، مقارنة بالعام 2013.
وتتفق هذه الأرقام تقريبًا مع الأرقام التركية المعلنة حديثًا أيضًا، والتي تتحدّث عن أكثر من تضاعف واردات تركيا من إسرائيل من 1.1 مليار دولار العام 2009 إلى 2.7 مليار دولار العام الماضي.
وأعرب القنصل الإسرائيليّ في إسطنبول شاعي كوهين عن تمنياته بتحسن العلاقات السياسيّة بين إسرائيل وتركيا.
وقال كوهين أيضًا: نحن نعمل من أجل هذا. فالأرقام تشير إلى تحسن في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية. ونحن نأمل أنْ تتحسن هذه العلاقات على الصعيد السياسيّ أيضًا. فعلاقاتنا التجارية في ازدياد. حتى أنّها تضاعفت خلال 4 سنوات، وتجاوزت 5.5 مليار دولار، أكّد القنصل الإسرائيليّ.
وأفاد كوهين بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث سبل التعاون مع تركيا متطلعًا بذلك إلى احتياطيّ الغاز الطبيعيّ في حوض البحر المتوسط. وأشار إلى أنّ أربعين بالمائة من الغاز الطبيعيّ الذي سيُستخرج من هذه المنطقة سيُخصص للتصدير، وأنّ تركيا إحدى أهم الدول التي يُمكن أن تصدر الغاز الطبيعيّ، على حدّ تعبيره.
يُشار في هذه العُجالة إلى أنّ العلاقات بين تل أبيب وأنقرة لا تقتصر على المجال الاقتصاديّ، فقد تمّ التوقيع بين الدولتين على الاتفاقية الأمنيّة العسكريّة عام ، وكان مفهوم الاتفاقية الأمنية “أنقرة- تل أبيب” غامضًا لكثير من دول العالم وشعوب المنطقة، وأيضًا كان توقيع هذه الاتفاقية مخالفًا للقانون، فقد تمت دون موافقة لجنة الشئون الخارجية للبرلمان التركي وربما كان إخفاء ذلك يرجع إلى الأبعاد الأمنية في نقاط هذه المعاهدة.
جدير بالذكر أنّ هذه الاتفاقية كانت متزامنة مع علو الأصوليّة الإسلامية وفوز حزب الرفاة الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان، وقد أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية في بيان لها في 18 آذار (مارس) 1996 أنّه قد تمّ الاتفاق بين تركيا وإسرائيل في مجال المناورات والتدريبات المشتركة وإجراء حوار استراتيجي بين الدولتين، وفيما يلي بعض ما جاء في المعاهدة الإستراتيجيّة بين تركيا وإسرائيل:
خطة لتجديد 45 طائرة F بقيمة 600 مليون دولار، تجهيز وتحديث 56 طائرة F5، صناعة 600 دبابة M60 وخطة لإنتاج 800 دبابة إسرائيلية “ميركافه”، وخطة مشتركة لإنتاج طائرات استطلاع بدون طيار، وخطة مشتركة لإنتاج صواريخ أرض جو “بوبي” بقيمة نصف مليار دولار بمدى 150 كم.
تبادل الخبرة في تدريب الطيارين المقاتلين. إقامة مناورات مشتركة برية- بحرية- جوية. تبادل الاستخبارات المعلومات الأمنية والعسكرية بخصوص المشاكل الحساسة مثل الموقف الإيراني والعراقي والسوري. إقامة حوار استراتيجي بين الدولتين. التعاون الاقتصاديّ: تجاريّ، صناعيّ، وعسكريّ.
كما أنّ عقود التسلح والمناورات العسكرية المشتركة كانت ولا زالت في صلب علاقات التبادل بين تركيا وإسرائيل.
وفي مؤشرٍ إلى هذا التعاون العسكريّ، كان البلدان وقعّا اتفاق تعاون عسكريّ في العام 2006، والذي أعطى إشارة الانطلاق لما وُصفت بأنّها شراكة إستراتيجيّة ما أدّى إلى حصول إسرائيل على عقود بيع أسلحة وصيانة تجهيزات لتركيا.