اليونسكو والقدس
صحيح أنّ قراراً للجنة فرعية في “اليونسكو” ينفي أيّ علاقة لليهود بالقدس، وخصوصاً المسجد الأقصى، لا يحرّرها من المغتصب الصهيوني، ولا يوقف الاقتحامات الوقحة، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني، وعمليات القتل المتواصلة، والادّعاءات اليائسة بوجود الحرم فوق هيكل سليمان المزعوم.
هذا صحيح، ولكنّه مع هذا كلّه يحمل أهميّة بالغة من حيث كونه صرخة الضمير الإنساني في وجه التلويث الحضاري، والتزوير التاريخي، والتحوير الديني، وإذا كان المسجد الأقصى لا يحتاج إلى شهادات من أيّ نوع، فهذا القرار إعادة التأكيد على مؤكد المؤكد.
بنيامين نتنياهو، المشكوك حتى الآن بمكان ميلاده، وظلّت القُدس بالنسبة له مكاناً ثانوياً، يكاد يموت غيظاً، وهذا ما يزيد في سعادتنا، ويقول: «إنّ قول إن إسرائيل ليس لها علاقة بجبل الهيكل والحائط الغربي أشبه بالقول إن الصين ليس لها علاقة بسور الصين العظيم، أو إن مصر ليس لها علاقة بالأهرامات»، وهو كلام لا يحتاج إلى تعليق!
من المتوقّع، إذن، أن تستنفر تل أبيب وواشنطن من أجل احتواء القرار، وعرقلة تعميمه، ومن غير المفاجئ أن تحاول مديرة المنظمة التقليل من شأنه بعد أن وصفت «إسرائيل» المنظمة بأنّها غبية، ولكنّ هذا سيظلّ هامشياً، فمنظمة اليونسكو دولية، وقراراتها محصّلة مواقف أعضائها، ودراسات لجانها وعلمائها وخبرائها، أمّا المديرة فمجرّد موظّفة تتغيّر، بين وقت وآخر.
(السبيل2016-10-16)