الأردن ومعركة الموصل
![الأردن ومعركة الموصل الأردن ومعركة الموصل](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/2b07609eab9d75854e7e3e73bc379077.jpg)
علينا مراقبة معركة الموصل بأعين مفتوحة، فنتائجها مضافة لما سيجري في الرقة، سيكون لها تأثير علينا امنيا وسياسيا واستراتيجيا.
داعش ستنهزم، وفلولها ستذهب في اكثر من اتجاه، وهناك اردنيون منتمون للتنظيم، سيكون بعضهم من الفلول التي قد تلجأ الى الحدود الشمالية او الشرقية للملكة.
من هنا على «العسكرتاريا الامنية» اعطاء الموضوع اولوية كبرى، فلا يسمح لهؤلاء بخلط الاوراق، كما نطالب باعتماد استراتيجية للتعامل مع الاردنيين واعادة تأهيلهم.
القضية محتملة بقوة، وهي ليست مجرد هواجس بعيدة، فما يجري في الموصل يتسارع، وقد نرى مشهدا مكررا في الرقة، وهنا السؤال عن مصير درعا ومآلات ما يحدث.
من ناحية اخرى هناك موقف سياسي لا بد ان يتخذه الاردن حيال ما يجري، فالاكتفاء بالترحيب بقرب نهاية داعش غير كاف، ولا يشكل موقفا سياسيا مقنعا.
هناك معالم جديدة ترسم في سوريا والعراق، لا بد لنا من قراءتها، ومحاولة التأثير فيها بما يناسب امننا الوطني، بل يجب ان ندرك بأن استقرار «بغداد ودمشق» بيد ايران سيكون مقتلة لعمقنا الاستراتيجي، وتحولا له من رافد الى عدو.
هناك في الموصل محاولة تركية جادة لمنع صبغ العراق بالصبغة الطائفية الشيعية، وهناك محاولة من انقرة لمنع قيام دولة كردية.
هاتان المقاربتان التركيتان، مفيدتان لنا، ويمكن ان نصوغ خطابا سياسيا بالتنسيق مع الخليج تتناسب معهما، فلا بد ان يكون لنا موقف حازم من منع دخول «الثأر الطائفي» الى الموصل.
لا بد للاردن من عقل استراتيجي يصوغ سياسته الخارجية القادمة بما يتناسب مع حجم، وطبيعة التغيرات المحتملة، فسياسة «البيع بالقطعة» انتهى مفعولها وجاء وقت «بعد النظر».
(السبيل2016-10-19)