الطويسي: الورقة النقاشية السادسة حسمت مدنية الدولة الاردنية
المدينة نيوز :- قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي ان الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك عبدالله الثاني حسمت مدنية الدولة الاردنية.
واضاف الطويسي خلال محاضرة بعنوان "التطرف ابرز التحديات التي تواجه الاردن في المرحلة الراهنة" في المدارس العصرية مساء امس، ان "تعزيز الدولة المدنية المنشودة لا يتأتى الا من خلال التأسيس لثقافة وطنية اردنية مدنية قائمة على المواطنة المبنية على التوازن بين الحقوق والواجبات لا على الانتماء لدين ما او عرق او جهة ما".
وبين ان "التطرف بحد ذاته ثقافة ولكنها ثقافة منحرفة تنأى بمن تبناها بالابتعاد عن المجتمع والتقوقع في اطر فكرية خاصة به"، مشيرا الى ان التطرف يحمل "جذور الارهاب إذ لا ارهاب لمن لا يحمل فكرا متطرفا".
واكد ان التطرف "يستهدف الشباب ويحاول تجنيدهم بدعوى اختصار الطريق الى الجنة من خلال العمل الارهابي"، موضحا ان "الشباب يشكلون في الاردن ما يزيد على 65 بالمئة من مكونات المجتمع، فإذا استشرى الفكر المتطرف بين الشباب فإننا سنعاني فيما نسبته 65 بالمئة من المجتمع".
واشار الى ان التطرف مبني على التكفير "ومن يصنف كافرا يستباح دمه وهذا يلغي دولة القانون التي يجب ان تقوم فيها المؤسسات القضائية بتطبيق القانون، اما ان يأخذ افراد المجتمع تطبيق القانون بأديهم وقبله فرض الحكم الذي يرونه، فإن ذلك يهدد السلم المجتمعي ويلغي هيبة الدولة".
وبخصوص إلصاق التطرف بالإسلام قال الطويسي" للأسف فقد تم الصاق التطرف بالإسلام الذي يدين به نحو 93 بالمئة من المجتمع الاردني، وبالتالي فإن استهداف هذه النسبة من اي مجتمع بالفكر المتطرف امر خطير لابد من التصدي له".
وفيما يتعلق بكيفية تعامل التطرف مع الاخر بين ان "التطرف يؤمن بإقصاء الآخر، والاقصائية عبر التاريخ اثبتت فشل الامم التي تتبناها حيث شكل التطرف في أي تجاه كان عاملا مدمرا لمقدرات اي امة ومعطلا لمسيرتها النهضوية ما يجعل منه الخطر الحقيقي على امن وسلامة الوطن والاجيال".
وعن الحلول التي يمكن من خلالها مواجهة التطرف قال الطويسي "يجب ان يكون هناك تغيير ثقافي واعادة الاعتبار للعقل وهذا يحتاج الى خطط متكاملة تبدأ بتوعية الاسرة وبناء المناهج بشكل مدروس وتحصين الشباب وانشطتهم ودعم برامج وزرات الثقافة والتربية والتعليم والاوقاف والشباب ودائرة الافتاء "، داعيا الى اعادة الزخم الى الفعل الثقافي داخل اسوار المدارس والجامعات وتوفير برامج جاذبة للشباب في اوقات الفراغ من خلال ايجاد رؤية وطنية شاملة لمكافحة ظاهرة التطرف.
واضاف الطويسي، "يجب اشاعة ثقافة مجتمعية مدنية ديمقراطية فحيثما تضعف هذه الثقافة تزدهر ثقافة العنف والتطرف بأشكالها المتعددة وتلك مسؤولية تربوية واكاديمية وفكرية واعلامية بالدرجة الاولى ولكن يجب ان يرعاها جهد وطني تؤسس له الدولة بأركانها الرسمية والاهلية".
وأوضح ان التنمية الثقافية بوابة للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فالتنمية الثقافية اطار عام لكل انواع التنمية الاخرى، إذ لا يمكن تحقيق التنمية السياسي لدى شعب غير مثقف، ولا يمكن لمجتمع غير مثقف ان يفهم تحديات التنمية الاقتصادية التي تواجه بلده.