عبد الرؤوف يحب عبد الهادي .. .. !!

المدينة نيوز – خاص – كتبت داليدا العطي - : صدر بيت الشعر الذي ورد منتصف العنوان أعلاه ، والذي عنونت به هذا التقرير هو على البحر ( الكامل ) متفاعلن متفاعلن متفاعلن .. إن لم تخني الذاكرة ، وهو بحر شعري شاء صاحب البيت أعلاه - كما أعتقد - أن يحاكي به علاقة رجلين لطالما شكلا قطبي معا ، مع أن القطب واحد في مثل حالتهما وليس حالتيهما ..
هما يجلسان على مقاعد النواب ، كأسنان المشط ، غير أن ضحكتيهما تخفيان تلالا من الضيق والكره والشماتة ، والله أعلم .
عبد الرؤوف خاض حربا ضروسا ضد المجالي في مجلس النواب المنحل وكان بالفعل يشكل ثقلا يكاد يطغى على ثقل المجالي في بعض الأحيان ، ولا بد من استذكار آخر عهد لمجلس النواب الخامس عشر عندما حضر وحضّر الروابدة عزومات وعشوات وغدوات وجمع ما جمع من حشد نيابي استباقا لاستحقاق دستوري وقانوني يلزم المجلس بانتخابات رئاسة يقال فيها الكثير إن عرفنا عن كثب طبيعة النواب وطبقتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
الروابدة ، حلمه أن يصل إلى ما وصل إليه المجالي من سيطرة مطلقة على مجالس نواب ودورات نيابية ، إذ لا يكاد يعرف مجلس النواب الاردني بعد حقبة الإخوان وعربيات إلا برئاسة عبد الهادي الذي يعتبر بحق رجل دولة لا غبار عليه لولا بعض الإستحواذات التي تلتصق بشخصيته .
لو سألت أي عابر طريق في الشارع عن العلاقة بين الرجلين فلن يخرج عما وصفنا خلال هذا التقرير الموجز ، بل سيؤكد لك عابر الطريق أن طموح المجالي الأقصى هو رئاسة الحكومة ، وطموح الروابدة الأقصى هو رئاسة مجلس النواب ، وعلى ما يبدو ، فإن حلم الرجلين لن يتحقق في قادم الأيام ، لسبب وجيه : أن المجالي الذي يعتقد بأنه قادر على إيصال 22 نائبا من حزب التيار الوطني سيصطدم بفيصل الفايز القادم بقوة لرئاسة المجلس ، ولا يغيبن عن البال أن رجلا بمواصفات الفايز – اجتماعيا وسياسيا – لن يقبل بأقل من رئيس مجلس ، ولديه القدرة على تحريك أغلب نواب المجلس القادم تجاهه بمن فيهم ( بعض ) نواب كتلة المجالي التي ستلتزم كما يعتقد مع رئيسها في البداية إن خاض الإنتخابات ووصل إلى مقعد البرلمان ، مع اعتقاد كثيرين أن الذي سيساعد الفايز في معركته القادمة هو عبد الرؤوف الروابدة ، الخصم " الازلي " لعبد الهادي المجالي ، في البرلمان وفي غير البرلمان ، دون أن يعني هذا أن توافقا بين الفايز والروابدة تم تسجيله ولو على الصعيد النفسي ، إنما هي النكاية والمصالح . .
وإذا كان المجالي سيعتمد على كتلته الكبيرة ، وفي ظل غياب الإسلاميين ( إن أصروا على عدم المشاركة ) فإن الفايز سيعتمد على اولئك النواب الشباب ( الجدد ) الذي سيشكلون عددا لا بأس به قادرا على إيصاله إلى كرسي الرئاسة بسهولة ، بينما سيظل الروابدة يتفرج من بعيد ، لأن كل المعطيات تقول : إن الروابدة سينتهي دوره إن لم يؤسس حزبا قويا يقارع حزب المجالي ، أو إن لم يتمكن من الإستحواذ على كتلة برلمانية تعيد إليه ثقله المعهود ، وهو أمر مستبعد وغير مجد في مجلس النواب السادس عشر .
إذن : فيصل الفايز سينجحه النواب الشباب الجدد ، والروابدة سيطويه النسيان ( في ظل عدم وجود حزب ) ، حتى وإن خاض الإنتخابات ، والمجالي سينفض عنه بعض نواب حزبه إن آجلا ، أم عاجلا ، وهي معادلة لا فكاك منها تحكم وتتحكم في موروث أردني ليس صعبا أن يقرأ المرء خرائطه السياسية " الداخلية " لحوالي الـ 100 عام القادمة ، شريطة أن لا يدخل أحد من الخارج على خط اللعبة .