هل تقلقنا هوية الرئيس الأمريكي؟
في مقالته أمس يقول الزميل فهد خيطان: «بالنظر الى طبيعة العلاقات الاردنية الامريكية، والتي بلغت في السنوات الاخيرة مستوى غير مسبوق من التحالف الاستراتيجي، يمكن القول ان هوية الرئيس الاميركي القادم هي آخر ما يثير قلق القيادة الاردنية».
قبل الدخول في نقاش مع هذه الفكرة، كنت اتمنى ان يؤشر لنا الزميل خيطان حول فكرته الاخيره، هل هي مجرد تحليل، ام انها معلومة من القيادة الاردنية؟
باعتقادي انه لا بد من قراءة اردنية اكثر وعيا للتبدلات الحاصلة في الموقف الامريكي من المنطقة، فنحن لسنا اعز حلفا من الرياض التي تعاني اليوم من استدارات الولايات المتحدة في المنطقة.
نحن غير مؤثرين –كما كل دول العالم– باختيارات الشعب الامريكي لرئيسه، لكن لا مانع من امنيات تتلوها قراءات وخطط للتعامل مع الرئيس القادم.
هيلاري كلينتون لها رؤية للمنطقة، وحزبها الديمقراطي اوصلنا لما نحن عليه اليوم، لكنها تبدو مقارنة بترامب اكثر عقلانية، لها مواقف سلبية من الاردن، بالمقابل هي تعرف الشرق الاوسط «ربما قبل دماره الحالي».
اما ترامب فهو مغامرة عالمية، قد يكبح جماح ايران، وقد لا يفعل، قد يعقد الملفات؛ اذن هو اقرب ما يكون الى صندوق مقفل لا يمكن الرهان عليه.
لكن مع كل ذلك، يجب عدم الرهان على «كلاسيكية العلاقة الاردنية الامريكية»، فثمة تبدلات كبيرة جارية في الاستراتيجية العامة لواشنطن، والذكاء ان نعرف موقعنا المكاني والزماني منها، وعلى اساسه نتصرف.
(السبيل2016-10-25)