ماذا قالت ورقة الملك السادسة ؟
سنة حميدة أن تعقد جامعة البلقاء التطبيقية هذا " الأحد " جلسة حوارية ونقاشية خاصة بالورقة الملكية السادسة التي أصدرها جلالة الملك قبل أيام وهو توقيت صحيح لكون مجلس الأمة سيلتئم خلال أيام .
تطرقنا لمجلس الأمة ، لسبب واضح ، وهو أن الورقة الملكية " السادسة " ركزت بشكل مباشر وبعمق على العدالة وسيادة القانون والدولة العصرية .
ومن هنا ، فإن أية محاور تنفيذية تعلنها الحكومة ، كما سبق وفعلت قبل أيام بشأن الورقة ، لن تكون ذات بال ، إلا إذا استلهمت ما ورد فيها نصا وروحا بالإنتقال من النظرية إلى التطبيق ، وهذا شأن عظيم لمن خبر السلوكيات والمفاهيم الراسخة في العقلية والوجدان الإجتماعي الأردني عبر السنين وانتشار ثقافة الواسطات والمحسوبيات والفوضى والاإبالية في كثير من القطاعات وأحيانا ضياع الهوية ، وهذه الأخيرة : الهوية ، هي التي ركزت عليها الورقة الملكية والتي لن تتحقق إلا باعتبارها هوية جامعة لكل الاردنيين من مختلف المنابت والأصول ، من أولئك لذين آمنوا بالأردن وطنا وبالشعب الأردني شعبا واحدا بعيدا عن الإقليمة والفئوية والمناطقية وكل ما يفرق ولا يجمع ، ويشتت ولا يوحد .
إن الدولة العصرية التي يريدها الملك ويريدها كل الأردنيين ، هي تلك التي يعتبر سيادة القانون فيها خطوطا حمرا ومناطق محرمة على الإختراق ، ولعل هذه النقطة تتضمن ما سبق وكتبنا عنه في هذه الزاوية قبل سنوات ، من أن تطوير الإدارة هو الأساس ، وإن أي قوانين لن ترى النجاح المتوقع منها إلا إذا كان القائمون على الإدارة ، رجالا ونساء أكفاء منتمين يأخذون خطورة دورهم على محمل الجد .
إن ورقة بحجم وعمق الورقة السادسة ، والأوراق التي سبقتها ، كفيلة بأن تظل نبراسا للهدى الوطني الأردني في عتمة منطقة يتحسس فيها الناس رؤوسهم قبل طريقهم ، بينما ينعم الأردني بوطن قل شبيهه ، وأمن ندر تكراره .
إن الورقة السادسة هي ورقة الديمقراطية بامتياز ، فبارك الله كاتبها ، ومن عمل بما ورد فيها ، وخيب الله مسعى كل مخذل وكل مرجف ، فلنحافظ على بلدنا ووحدتنا ولنسهم في بناء دولة مدنية عصرية ، مبدؤها العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ، لكي لا يضيع البلد لا سمح الله فنضيع جميعا ، لأننا حينها سنندم حيث لا ينفع الندم .
د. فطين البداد