حتى لا ننسى غزة

تم نشره الأحد 30 تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 08:41 مساءً
حتى لا ننسى غزة
العاجي رباب

كان السكون يخيم على الأرض الطيبة، وكان حظر التجول مفروضاً عليها.. الصمت عيد يداعب أناملها، كان كل شيء يسير بهدوء إلا الأوراق تتساقط، والمطر يهطل بلا خوف من الرصاص ولا فزع من مدافع العدو.

كان الظلام يسود الأزقة، يتجول قسامي في أرجاء غزة، يتأملها وهي في حلة لم تطل بها أياماً طويلة، حلة خالية من الدماء، اعتذر لغزة، حكى لها عما يختلج الوجدان، وحكت هي عمّا يتعب الكيان.

نظر إليها فأحس بدفء حضنها، نزلت دمعة فرح أن غزة لم تمت، حضنها وقال بعد آهات خرجت من الأعماق: "ما أجملك وما أقواك وما أطهرك!".

سكت لحظة، ثم أضاف: "أظنك من كوكب آخر.. قيمك قيم فاقت الدنيا وملاذها، فاقت الأرض وترابها.. فاقت قصص الحب وعشاقها.. فاقت كل ما يوصف بالكلمات ويحكى في الحكايات ويغنى في السهرات.. فأنت من صنعت من الجرح رصاصاً يقتل الأعداء، ومن الألم دروس نضال، ومن الطفل رجلاً في السراء و الضراء، فيا أيتها المنارة ويا أرض الشهداء لا تبكِ ولا تحزنِ فدماؤك لم ترح هدراً، ولم تذرف غدراً.. نحن دائماً على الوعد أحرار، وسنطرد العابثين والخائنين من أرضك البيضاء، فالعهد قادم ولن ينجو أحد.. الكل سواء!".

ابتسمت غزة فرحاً بصدق الحماسيين، وعرفت أن لغزة رجالاً يحمونها مهما طال الطريق، وقالت بصمت: "كم أحبكم وكم أشتاق لضحكتكم؟! لكن الجهاد أسمى ما تملكون ولأرقى ما تطمحون، وبه إن شاء الله تكرمون، وبتاج الشهادة تزينون.. كم أعتز أني صنعت رجالاً في زمن غاب فيه الرجال، وزرعت فيهم الصبر والحماس، وعلمتهم أن التضحية واجب وليست اختياراً، فلا داعي للاعتذار.. نحن وجهان لعملة واحدة، فعتبي ليس عليكم، عتبي على أولئك.. نعم أولئك الذين باعوني بأرخص الأثمان.. الذين اكتفوا بمشاهدة المجازر وأنا أتألم تحت القصف، عتبي على الحكومات العربية التي رمت الضمير الإنساني وراء ظهرها، فأين مواثيق الدفاع المشترك؟! وأين التزامهم الديني والأخلاقي تجاهي؟! ولماذا تركن وراء معاهدات السلام المزعوم؟! ولماذا؟.. ولماذا؟!

خانوا غزة.. لكن غزة لن تخون، فقد رويت أرضها بالدم الطاهر.

فيا عرب قفوا وقفة الرجل الواحد في يوم واحد.. أرجعوا كرامة أُهدرت.. أخبروا العالم أن لا ثمن للعزة، وسيروا في الطريق بلا رجعة، وأثبتوا أنه لن تنزل بعد اليوم دمعة.. يا عرب أوقفوا الحوار وانزعوا عنا الحصار، وخذوا أصوب قرار.. لا تخذلونا ..كونوا أصحاب كرامة ونخوة وعزة.. أشعلوا الشموع لتضيئوا غزة.

فيا ابن مدرسة الجهاد، اذهب وأخبر حماس أن بك ترفع الرأس".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات