منتدون يشيدون بالعرض المسرحي "الحب في زمن الحرب..ان تكون عنترة"
المدينة نيوز:- أشاد منتدون بالعرض المسرحي "الحب في زمن الحرب..أن تكون عنترة" من حيث النص والاخراج، مساء امس الاثنين عن نص للاديب مفلح العدوان واخراج الدكتورة مجد القصص، في قاعة غالب هلسة بالمقر الرئيس برابطة الكتاب الاردنيين.
ووصف عضو لجنة المسرح والدراما في رابطة الكتاب الاردنيين المخرج والناقد الدكتور علي الشوابكة الذي ادار الندوة الحوارية التي عقدتها اللجنة حول المسرحية، ان المخرجة القصص تعد من اهم المخرجات العربيات اللواتي يقدمن على خشبة المسرح عروضا تتميز بانها قائمة على منهجية علمية.
ونوه الشوابكة الى ان المخرجة اتخذت من منهج "مايرهولد" الذي يعتمد على فيزياء الجسد، متكئا على "التكنيك المسرحي"، والذي يأتي مغايرا لمدرسة "ستانسلافسكي"، الطبيعية والنفسية وان كان مكملا للاسلوبية المسرحية، مبينا انها بدأت في هذا النهج منذ عام 2004 بعروضها المسرحية وما زالت مستمرة فيه والتي تجلت في العرضين المسرحيين الاخيرين "بوابة 5" عن نص للاديبة ليلى الاطرش، و"الحب في زمن الحرب..ان تكون عنترة" للاديب مفلح العدوان، والذي حمل رسائل كثيرة تتلاءم مع الخطاب الجاد في كثير من الموضوعات التي تمس قضايا الراهن العربي.
واعتبر ان ما يسجل للقصص هو استقطابها لكتاب الرواية والقصة لدمجهم في المجال المسرحي.
وقال رئيس الرابطة الناقد الدكتور زياد ابو لبن في الورقة الرئيسة في الندوة بعنوان "قراءة مشهدية في مسرحية الحب في زمن الحرب..ان تكون عنترة" إن عمل مفلح العدوان يتناول ثنائية الحب والحرب في زمن الانهيار العربي في منظومة القيم الاجتماعية، لافتا الى ان المؤلف استطاع ان يقيم العلاقات الاجتماعية بين شخوص المسرحية متمثلة بعنترة العاشق والفارس وعبلة المعشوقة.
واشار الى ان استعادة الحكاية المؤطرة تاريخيا في ملحمة درامية جديدة قادرة على استحضار الماضي واستشراف المستقبل بالوقوف على الحاضر المأزوم بقضايا سياسية من جانب واخرى اجتماعية من جانب اخر، حيث الواقع الاجتماعي متشظ بين القتل والدمار والخراب والتشريد وما فرضه تجار الحروب والواقع الاجتماعي غير المتقبل لفكرة الحب المتعطش لحرية الحياة.
واشاد ابو لبن بدور المخرجة في تجسيد النص بصريا، لاسيما تشكيل اللوحات التسع التي تضمنها العرض المسرحي واداء الممثلين وتوظيف مختلف عناصر السينوغرافيا ومحمولاتها.
وقال الاديب العدوان ان كتابة المسرح عنده ليست منبتة عن كتابة الرواية والقصة وادب الترحال، مبينا انها احيانا تكون مستلة من قصة كتبها فيما سبق.
وتحدث عن تجربته في مسرحيتي المونودراما "مرثية الوتر الخامس" التي اخرجها فراس المصري، و"الحب في زمن الحرب..ان تكون عنترة" للمخرجة القصص، إذ بين ان النصين ينهلان من منبع واحد وزمن واحد، حيث تتجلى التسونامي العربي بصورة حالة العنف والاحتراب والتطرف، والاقصاء.
وفي الوقت الذي كانت مسرحية (مرثية الوتر الخامس) تحمل علاقة الفن والابداع وعلاقتهما بالاقصاء والعنف والتطرف بحسب العدوان، "جاءت (الحب في زمن الحرب..ان تكون عنترة) في خضم تسونامي الدم العربي حيث قمت والمخرجة بطرح تساؤل مفاده "هل نستطيع ان نتحدث عن الحب، وكيف لنا ان نتحدث في زمن الموت، وهذه المساحة عن جزيرة هي الحب كنا نأمل ان تكون محيطا"، مبينا ان العمل الاخير لا يستحضر الشخصية التاريخية بقدر ما يمثل عنترة انه رمز للحرب مثلما هو رمز للحب.
وقالت المخرجة القصص "كنت اتمنى من المسرحيين الذين قدموا ملاحظات اثناء تقديم العروض ان يكونوا موجودين اليوم في ندوتنا هذه لنتحاور علميا، ولكن للاسف نحن ابناء اللحظة ولا نريد ان نتحاور في الندوات العلمية".
وبينت انها تشتغل بطريقة غير تقليدية ولا تقدم وجبة سهلة على المسرح بل وجبة دسمة، كما انها تقدم اعمالا جماهيرية دون ان تتنازل عن جماليات المسرح واشتراطاته.
وعرضت كيف وزعت الحوار في عملها الاخير والذي كان في النص الاصلي على لسان شخصية واحدة، على اكثر من شخصية، مبينة انها نهلت من اسس بريخت واقتربت من التجريب قليلا متمثلا بعناصر السينوغرافيا المختلفة، كما انها لعبت على السيميائية وعلم الدلالة في مسرحية "الحب في زمن الحرب..ان تكون عنترة".
ودار حوار ونقاش في ختام الندوة التي حضرها عدد من الاكاديميين والمسرحيين والكتاب والفنانين والمهتمين، حول العرض المسرحي، وعديد من المفاهيم المسرحية والفلسفية والاجتماعية، وحركة النقد المسرحي (بترا).