من سيكون الرئيس: ترامب أم كلينتون؟
هناك زحمة في استطلاعات الرأي العام الأميركية، ترصد خيارات الناخبين بشأن رئيس الولايات المتحدة للأعوام الأربعة المقبلة.
قبل أكثر من أسبوعين، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تفوق هيلاري كلينتون، المرشحة عن الحزب الديمقراطي، وأنها ذاهبة إلى فوز كبير على المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وقد تعزز هذا الاتجاه أيضاً، بخروج عدد كبير من النساء عن صمتهن حول تحرش ترامب بهن. فبالرغم من أن أغلب هذه الروايات كانت قديمة ومن الصعب التحقق من دقتها، إلا أنها تركت أثراً لدى الناخبين، وتراجعت نسب المؤيدين لترامب.
لكن ترامب استطاع أن يصمد، ولم يكن لهذه الإدعاءات تأثير طويل على آراء الناخبين، وبخاصة من مؤيدي ترامب.
الأسبوع الماضي، بدأت تشير الاستطلاعات الى أن ترامب أخذ يضيق الفجوة بينه وبين كلينتون، لا بل تفوق بنقطة واحدة عليها في استطلاع "واشنطن بوست" و"إيه. بي. سي".
وقد يكون أحد أسباب تراجع حظوظ كلينتون ناجماً عن المفاجأة التي أعلنها مدير الـ"إف. بي. آي" جيمس كومي، بإعلانه عن إعادة فتح التحقيق في استخدام المرشحة الديمقراطية بريداً إلكترونياً خاصاً بها بدلا من البريد الإلكتروني الرسمي في مراسلاتها عندما كانت وزيرة للخارجية. وقد لاقى هذا الإعلان سخطاً كبيراً واستنكاراً من المرشحة الديمقراطية وحملتها الانتخابية، وتمّ اعتبار توقيت ذلك تدخلاً في مجرى الانتخابات الرئاسية. ولم يكتف كومي بذلك، بل قام أيضاً بنشر تحقيق قديم كان قد أجراه بنفسه حول عفو رئاسي قام به بيل كلينتون، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة وزوج المرشحة هيلاري كلينتون، عن الملياردير مارك ريتش الذي كان ملاحقاً بتهم التهرب الضريبي.
بالرغم من تفوق ترامب على كلينتون بنقطة واحدة، إلا أن العديد من المحللين السياسيين والخبراء في الانتخابات الرئاسية الأميركية ما يزالون يعتقدون -مستخدمين استطلاعات متراكمة أو مؤشرات أخرى- أن كلينتون ذاهبة للفوز، وبأغلبية كبيرة.
ومن الأهمية التنويه الى أن النظام الانتخابي الرئاسي الأميركي لا يعتمد على أصوات الناخبين المطلقة، بل على عدد المقاعد الانتخابية المخصصة لكل ولاية؛ إذ يجب على الرئيس الفائز أن يحصل على 270 مقعداً انتخابياً على الأقل، وأغلب التوقعات تفيد بأنه سيكون أسهل بكثير على كلينتون أن تحقق ذلك مقارنة بترامب.
هناك زحمة في استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، بعضها على المستوى الوطني والآخر على مستوى الولايات. كذلك هناك تباين بالجهات التي تقوم بهذه الاستطلاعات، سواء كانت مؤسسات إعلامية أم حزبية أم محايدة. وهناك الكثير الذي يقال حول حيادية بعض هذه الجهات. وفي ظل هذه الزحمة، والمفاجآت التي تستمر بالظهور، فإن من الصعب الآن التكهن بمن سوف يفوز بتلك الانتخابات.
الأردنيون يتابعون الانتخابات الأميركية ليس فقط لأهميتها عالمياً، بل كذلك لأهمية الولايات المتحدة للأردن الذي يرتبط بعلاقة مميزة وتاريخية مع الولايات المتحدة. وهي علاقة لا تتأثر بتغير الرؤساء؛ لأنها استراتيجية تم نسجها على مرّ السنين مع مؤسسة الحكومة الأميركية.
(الغد2016-11-03)