فورين أفيرز تهاجم مصر
في عددها الأخير، نشرت مجلة فورين أفيرز مقالاً شديد اللهجة يهاجم النظام المصري الراهن بشدة ويعتبره كابوساً.
كتب المقال باحث يهودي من المتخصصين بقضايا الشرق الأوسط هو ستيفن كوك، وينتسب إلى مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك التي تصدر المجلة ذات النفوذ الكبير في الدوائر السياسية الأميركية.
يشكل المقال مرافعة حارة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي والدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين. ويبدو أن المجلة لم تدرك أن هجمة أميركية ضد السيسي ولصالح الإخوان، لها نتائج عكسية، فهي تنفع السيسي وترفع أسهمه وتثبت استقلاليته عن السياسة الأميركية، في حين أن الدفاع عن الإخوان المسلمين لا ينفعهم بل على العكس يلحق الضرر بهم ، ويعيد إلى الأذهان ما قيل عن تفاهم أميركي إخواني يستهدف محاربة التطرف الإسلامي باعتبار أن الإخوان يمثلون الاعتدال.
يستعرض المقال أحداث مصر منذ انتفاضة ميدان التحرير في مطلع 2011 ، التي أسقطت حكم الرئيس حسني مبارك خلال 18 يوماً ، مروراً بعهد حكم الإخوان القصير لمدة عام واحد، وبالتالي الانتفاضة الشعبية ضد مرسي وحكم الإخوان، التي انضم إليها الجيش فيما تعتبره أميركا انقلاباً أثار غضب الإدارة الأميركية التي أوقفت جميع المساعدات المالية والعسكرية قبل أن تقبل الأمر الواقع وتعيد النظر في قرارها، وتستأنف المساعدات.
لا يخلو المقال من حقائق موضوعية حول الإرهاب الذي تتعرض له مصر في سيناء وشوارع القاهرة وحدود ليبيا، لكن الغريب أن المؤلف كان في جميع الحالات يخلص إلى نتائج مقررة سلفاً لا تؤيدها تلك الحقائق.
يبذل المؤلف جهداً في إقناع الإدارة الأميركية بأن مصر ليست عامل استقرار في المنطقة، وبالتالي فإن الدعم الذي تقدمه لمصر ليس مجدياً، ويؤكد دون محاولة للإثبات، عدم وجود مؤشرات على أن نظام السيسي يقبل أو يقدر على تنفيذ عمليات الإصلاح الاقتصادي.
تظهر مصر في المقال كعدو لشعب غزة في حين تظهر إسرائيل بوجه شبه حضاري يسمح بمرور الضروريات من المواد، ولكنه لا يشير إلى الحملات العسكرية الإسرائيلية لتدمير القطاع مرة بعد مرة، ولا للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع براً وبحراً وجواً.
(الراي2016-11-08)