الروائي حافظ : اللجوء لكتابة الرواية هو البحث عن الذات في المنطقة العربية
المدينة ينوز :- اعتبر الروائي والكاتب المسرحي المصري السيد حافظ، ان حلول الرواية مكان الشعر وطغيان حضورها في المشهد الادبي العربي هو اشبه بالبحث عن الذات.
وقال حافظ في حديث خاص لوكالة الانباء الاردنية(بترا) "اعتقد ان امة الشعر ادارت ظهرها له او جف قلبها عن النبض بالأحاسيس الجميلة في زمن الحروب العسكرية والفقر والجوع والمرض والتشتت والانهيارات.
واوضح ان كل عربي يشعر بانه تائه، يبحث عن ذاته في الاخر، والاخر هنا هو الحكاية/الرواية، والشعب العربي شعب الحكايات، "حكاؤون"، او نبحث في الرواية، إذ ان الراوي يجذبنا الى عالم جديد، عالم مستنير ومضيء او عالم مظلم ومخيف ومرعب، وان الرواية محملة بالعوالم المختلفة، ونحن كعرب نهرب من الواقع الى هذه العوالم.
وتابع مؤلف رواية "قهوة سادة" التي اعتبرها عدد من النقاد بانها تتمرد على السائد والكائن لتمتلك وعيها الثائر وقانونها الخاص، ان هناك بعض الكتاب الشباب اصدروا روايات باللهجة العامية في مصر، وحققت ارباحا خيالية فيما هذه الرواية لم تحمل اي قيمة فكرية بل هي مجرد سردية عادية ليوميات شاب مدمن، في الوقت الذي شاعر كبير باع من ديوانه نسخة واحدة فقط.
وحول استدعاء الماضي لدى الكتاب في الروايات التي يصدرونها قال حافظ ان الماضي بالنسبة له شخصيا ليس ستارا يتخفى فيه لإسقاطه على الحاضر، واصفا هذا الاسلوب الكتابي "بانه لعبة قديمة باهتة ومفلسة"، ومضيفا انه يلجأ الى الماضي في كتاباته للرواية ليصحح التاريخ.
واعتبر ان التاريخ العربي القديم والمعاصر معظمه غير دقيق، مشيرا الى انه عندما تحدثت روايته "قهوة سادة" عن اخناتون وحقبته الزمنية، انما سعى الى تعرية التركيبة الاجتماعية وتسليط الضوء على الصراع الذي كان قائما بين رجال الدين والعسكر، ورجال الدين وطبقة كبار التجار في زمنه، موضحا ان المسألة لم تكن عفوية او ساذجة استنادا الى مراجع تاريخية متعددة يعود اليها في كتاباته عن تلك الحقبة التاريخية او غيرها من استدعاءات للتاريخ في رواياته او كتاباته المسرحية.
وفيما يتعلق بحالة الانجذاب الى النسخ العربية من الجوائز العالمية التي استحوذت على رغبة العديد من الكتاب والمبدعين العرب ومنها جائزة "البوكر" للحصول عليها، رأى الروائي المصري ان العرب دخلوا "اللعبة" لكي يتوازوا مع العالم في جائزة البوكر العالمية، الا انهم التقطوا المظاهر الخارجية والشكليات دون الخوض في المضمون.
ورأى الروائي حافظ ان الحركة النقدية ترتبط بالحالة الاقتصادية التي تشكل عاملا حاسما في تطويرها، موضحا ان الناقد العربي عندما يعاني من الضائقة المالية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر فيها معظم الاقطار العربية سيبتعد عن الموضوعية في طروحاته النقدية او ينصرف عن الكتابة النقدية، اذ ان المكافأة التي تصرف له عن دراسة اومقال نقدي قد لا تكفي ما يعيله على اعبائه الاقتصادية.
واعتبر الكاتب المسرحي حافظ الذي كان أول كاتب عربي ينشر له في بريطانيا سبعة اعمال مسرحية باللغة الإنجليزية، ان المسرح يعاني من غياب الجمهور لان الواقع السياسي تجاوز المسرح في سرعة احداثه اليومية التي تتناقلها الفضائيات، لافتا الى ان مهرجانات المسرح في الاقطار العربية تمثل اسطوانة الاوكسجين التي تمنح المسرح العربي رئة يتنفس منها وتبقيه قيد الحياة.
والسيد حافظ من مواليد محافظه الإسكندرية في مصر هو مؤلف مسرحي وروائي واعلامي مصري حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970، وعلى جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980، وصدر له 70 كتاباً في المسرح والقصة والرواية.