فلتعلنها يا عباس!
لأول مرة اتفق مع محمد دحلان واجد كلامه منطقيا، فهو يطالب محمود عباس ان يعلن بوضوح عن قتلة الرئيس الراحل «ابو عمار».
نرفزة دحلان ووصفه عباس «بخلط الاوراق والمتاجرة الرخيصة بقضية استشهاد ياسر عرفات» مفهومة ومبررة، فالرجل يرى ان تلميحات ابو مازن تستهدفه، وان اصابع الاتهام موجهة له شخصيا.
دحلان ذهب الى ابعد من ذلك، فقد قام هو باتهام عباس مباشرة بمقتل الرئيس ياسر عرفات مستندا الى «دليل الدافع»، حيث قال عن عباس: (أنه ليس الشخص المؤهل لتوزيع الاتهامات وهو شخصيًا في قفص الاتهام والمستفيد الوحيد من تغييب أبو عمار عن المشهد).
انا شخصيا ارى نفسي متفقا مع دحلان في جزئية ضرورة اعلان عباس للجمهور الفلسطيني ما يعرفه عن ملابسات مقتل ابو عمار.
ولعله من العار ومن السقوط القيمي الاخلاقي استخدام «دم ياسر عرفات» في مساجلات اتهامية داخل حركة فتح، وهنا يأتي دور كوادر الحركة في الاصرار على كشف الحقيقة.
انا لا اشك ان محمود عباس لديه معلومات محترمة «كافية نوعا ما» عن اسباب موت الرئيس ياسر عرفات، لكنه حين يعلن في كلمته بالذكرى 12 لرحيل عرفات عن معرفته بمن قتل ابو عمار فعليه ان يعلم الشعب الفلسطيني بالحقيقة.
لا مجال امام عباس بالتراجع، او ترك الامور رهنا للنسيان الوقتي، يجب ان لا يسمح له بذلك، بل يجب استخدام كل وسائل الضغط ليقول ما يعرفه ويثبت ذلك بالبرهان.
لكنني اتوقع بمقابل ذلك ان لا يقوم عباس بالاعلان عما يعرف، ويكتفي بما كان من ابتزاز سياسي، وهنا تكمن مـأساة الحالة الفلسطينية التي تعيش لحظات فوضى ومراهقة غير مسبوقة.
(السبيل 2016-11-14)