عن ديمة طهبوب
النائب ديمة طهبوب تقدم أنموذجا، يستحق التوقف عنده، وبدلا من التصيد ولاذع الكلام، احيانا، تستحق السيدة، تقديرا خاصا، لعل غيرها من النواب يتبعها.
تتبرع النائب بثلث راتبها لاعمار بيوت القدس، ثم في وقت لاحق، تتبرع لمبادرة حملة الشتاء، في الاردن، المخصصة للفقراء، ونحن هنا، لا نطالبها، بالبقاء دون راتب، لكننا نقدر لها كثيرا هذا الانموذج الذي تؤسس له، فلم تشح بوجهها عن الناس، بعد فوزها، ومقابلها نماذج نعرفها، تخوض المعارك في مجلس النواب، من اجل رفع الرواتب، واخذ مخصصات سائق، وهاتف، فوق الصراعات على السفر والمياومات والتعيينات، وغير ذلك، من اتجاهات تسبب اضطرابا للرأي العام في الاردن.
قد ترتد خطوات النائب، عليها شخصيا، بشكل ايجابي، لكن الاهم، انها تحض النواب، على اتباع خطواتها، والنواب قد لايقدرون على العيش دون رواتب، خصوصا، ان بعضهم، ليس ثريا، وكل ما لديه هو راتبه، ومتطلبات دائرته الانتخابية، لا تبقي معه قرشا، جراء كثرة الذين يطرقون باب بيته، لكن هذا لايمنع من امرين، اولهما، اطلاق مبادرات فردية وجماعية للقول للناس، ان النواب يشعرون بهم، ثم الامر الثاني، كف ألسنة الناس الناقدة لمجلس النواب، عبر التوقف عن المطالبة بمزيد من الامتيازات.
ما الذي يمنع النواب، من اطلاق صندوق لتعليم الطلاب في الاردن، يساهم فيه النائب بنسبة معقولة من راتبه، على اساس وضع معايير لتعليم الطلبة، دون واسطات او اي ممارسات غير عادلة، وما الذي يمنع النواب، من اطلاق مبادرات، لجيوب الفقر في كل الاردن، او بعضها، او لاي قضية اخرى، وما الذي يمنع النواب من تأسيس لجنة لكل نواب دوائر مدينة في المملكة، يكون جهدها جماعيا، وتلتقي بالناس في كل تلك المدينة ومناطقها، وتطلع على مشاكلهم، بدلا من فردية النائب، واستغراقه في دائرته، اذا استغرق اساسا، فنحن بحاجة الى اداء خلاق ومختلف.
لا نريد تحويل مجلس النواب الى تكية خيرية، او جمعية، لكننا نتحدث عن الحبل السري المقطوع بين الناس والنواب، وعن غياب الثقة، وعن حاجة المجلس للاقتراب من الناس، والانحياز لهم، والقول لهم، ان كل النواب يجدون وقتا ومالا، مهما قل، للمساعدة، هذا فوق ان النواب بحاجة الى تحسين سمعة البرلمان، لاعتبارات كثيرة.
لا ننكر هنا، ان هناك نوابا، لديهم علاقات ايجابية جدا مع الناس، ويمدون يد الدعم والمساعدة، طوال العام، قبل الانتخابات وبعدها، والكل يعرف هؤلاء، لكننا نتحدث عن مبادرات مشهرة ومعلنة، على المستوى الفردي او الجماعي للنواب.
ننتقد دوما، ولا نترك احدا من النقد، لكننا امام نماذج طيبة، لابد ان نقول كلمة، ونشجع على هكذا سلوكيات، ونحض عليها بكل الوسائل، حتى لا نغرق في هذا البلد، في السلبية فقط، وسلق بعضنا البعض، بالكلام، وتصيد اي تصرف او خطأ، وهذا مناخ بات سائدا، في كل شؤون حياتنا.
للنائب ديما طهبوب شكرا، ولبقية النواب الاخرين، نقول نريد ان نسمع عنكم.
(الدستور2016-11-19)