مناقشات النواب
يقوم النواب في هذه الايام بإلقاء كلماتهم التي يناقشون من خلالها بيان حكومة الدكتور هاني الملقي، وبعد ذلك سيتم التصويت على الثقة بعد ان يرد الملقي على نقاشاتهم.
المعتاد في الارث النقاشي الاردني لبيانات الحكومة ان النواب ينتقدون بشدة وغلظة، ثم عند التصويت يعطون الحكومة ثقتهم دون تردد.
بمعنى ان النائب حين يناقش بيان الحكومة على شاشات التلفزيون، يوجه خطابه لقواعده الانتخابية اكثر من الحكومة، وعند التصويت يغازل الحكومة ويعطيها صوته.
في هذه المرة، وعلى مدى يومين كاملين، استمعت لكلمات السادة النواب فلم اجد فيها تلك السمة التي واكبت النقاشات البرلمانية لبيان الحكومة.
هناك استسلام للسلطة التنفيذية، فالنقد على استحياء، والتركيز الاكبر يذهب نحو المطالب الخدماتية للمناطق، فلم اسمع الى الان نقاشا لفقرة واحدة مما قال الرئيس في بيانه.
وتأكيدا لهذا، يقال إن الاعلاميين المختصين بالشأن البرلماني عبروا عن قلقهم من حصول حكومة الدكتور هاني الملقي على ثقة مبالغ فيها.
هذا الوصف لما يحصل في البرلمان يؤكد حجم التشوهات البنيوية التي تراكمت على مر السنوات في العلاقة بين السلطة التنفيذية والتشريعية.
والذي يتحمل المسؤولية عن كل ذلك في المقام الاول هي الحكومة، فقد تغولت على النواب، وجعلتهم اسرى لخدماتها وعطاياها، وتناست انها بذلك تهدم اركانا في نظامنا الدستوري.
ما نسمعه تشوه حقيقي، لا ادري متى سنخرج منه، او هل سنخرج منه، ولا اعلم كم سيقلق هذا الامر المطبخ الضيق، لكنني على كل الاحوال قلق مما سمعت.
(السبيل 2016-11-22)