حرب تدمير اليمن
أخذت وسائل الإعلام العالمية تشير إلى الحرب الدائرة في اليمن على أنها الحرب المنسية ، لأن العالم العربي والمجتمع الدولي يتفرجان على ما يجري هناك دون أن يفعلا شيئاً لوقف المجزرة غير الحديث المعاد عن أهمية الحل السياسي.
ما يحدث في اليمن هو عملية تدمير كامل للبنية التحتية المتواضعة ، فقد ُدمرت المساكن والمدارس والمستشفيات والمؤسسات العامة ، وفقد عشرة آلاف على الأقل حياتهم في هذا البلد الأفقر بين جميع البلدان العربية.
في الحرب المنسية يقع أحياناً حادث يلفت الأنظار ويستحق التغطية الإعلامية ، وقد حدث هذا في اليمن يوم 8/10/2016 عندما تم تفجير احتفال عرس كبير مقام في قاعة تعاز مكتظة بالمحتفلين ، مما أدى إلى مقتل 140 شخصاً.
ليس من المحتمل أن تكون السعودية قد قصدت اقتراف هذه المجزرة ، وإذا كانت الطائرات السعودية هي التي قصفت المكان ، كما يعتقد البعض ، فلا بد أن يكون ذلك عن طريق الخطأ الذي يحدث في الحروب ويسبب خسائر غير مقصودة.
بدات المشكلة في اليمن بصورة حرب أهلية عندما زحف الحوثيون إلى العاصمة صنعاء فحاصروها واحتلوها ، لكن الحوثيين ما كانوا ليفعلوا ذلك لولا الدعم الإيراني بالمال والسلاح ، الأمر الذي لأسباب استراتيجية لا يمكن أن تقبل به السعودية لأنه يهدد أمنها.
الحرب في اليمن هي في الواقع حرب بين إيران والسعودية ، أما اليمن فيقوم بدور الضحية التي تتلقى الضربات من جميع الاتجاهات.
الحكومة اليمنية المعترف بها ما كانت لتصمد أمام هجمة الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح لولا تدخل السعودية ، والحوثيون وأنصار علي عبد الله صالح ما كانوا ليصمدوا لولا الدعم الإيراني ، وبالتالي فإن الحرب سوف تستمر إلى أجل غير مسمى.
أميركا التي أخذت جانب التحالف العربي بقيادة السعودية تريد أن تتبرأ من المسؤولية عن الضربة التي أودت بحياة 140 من المحتفلين بالزفاف فقامت بسحب بعض خبرائها ومستشاريها.
معظم الدول العربية أيدت التحالف بقيادة السعودية ، ولكنها لم تفعل شيئاً لحسم الحرب ، والمجتمع الدولي لم يتحرك بأكثر من إرسال مبعوثين يحاولون المستحيل.
ما يحدث في اليمن منذ سنة ونصف ليس جزءاً من ظاهرة الربيع العربي ، وإن كانت نتائجة التدميرية مشابهة. ومن الطريف أن الحوثيين رفعوا شعار (الموت لإسرائيل) على طريقة شعار الإيرانيين (الموت لأميركا) ، ولكن النتيجة أنهم صنعوا الموت فعلاً ولكن لغير إسرائيل.
(الراي 2016-11-25)