إنجاز المرحلة الثالثة من مشروع مخطوطات المسجد الأقصى
المدينة نيوز :- احتفل، بحضور وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور وائل عربيات، اليوم الثلاثاء، بإنجاز المرحلة الثالثة من مشروع تطوير مركز ترميم مخطوطات المسجد الأقصى/ الحرم الشريف.
وجرى، خلال الحفل، تخريج عشرة متدربين من موظفي المركز، الذي بدأ العمل به عام 1999، ويعد أحد أبرز مشاريع الإعمار الهاشمي، التي أولاها جلالة الملك عبدالله الثاني عناية ومتابعة شخصية.
ومن الجدير ذكره، أن جلالة الملك تابع مراحل مشروع التطوير للمركز، الذي نفذ على نفقته الخاصة عام 2008، مثلما وجه جلالته المعنيين بتعيين المتدربين العشرة عام 2015، في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، للإسهام في ترميم وحفظ آلاف الوثائق والمخطوطات في المسجد الأقصى، ومكتبات القدس الشريف.
وفي كلمة لوزير الأوقاف، خلال الحفل، بين أن مركز ترميم مخطوطات المسجد الأقصى يهدف إلى الحفاظ على التراث المخطوط ورعايته، وعلى مكنونات توثيق معظم تاريخ القدس الذي يثبت هوية المدينة العربية والإسلامية.
وأعرب عن شكره لمنظمة اليونسكو على متابعتها الحثيثة لهذا المشروع، من خلال تقديم النصح والخبرات، وتنسيق الدورات التدريبية في القدس وخارجها، مثلما قدر دعم مملكة النرويج للمرحلة الثالثة من المشروع.
بدوره، عبر ممثل مكتب النرويج في رام الله، السفير تور يرده، عن سعادة بلاده لإسهامها بدعم جزء من هذا المشروع التاريخي، الذي يستهدف الحفاظ على إرث حضاري مهم في مدينة القدس.
أما ممثلة منظمة اليونسكو ناو هياشي، والمشرفة على المشروع، فأعربت عن شكر "اليونسكو" لجلالة الملك عبدالله الثاني لمنحها هذه الفرصة الثمينة بإشراكها في أحد مشاريع إعمار الإعمار الهاشمي للمسجد الأقصى/الحرم الشريف.
ولفتت إلى أن هذا الإنجاز جاء بتعاون وثيق بين الأردن ممثلا بالديوان الملكي الهاشمي، ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وأوقاف القدس، والجهات الداعمة، ومؤسسة إحياء التراث الإسلامي في دولة فلسطين.
من جانبه، استذكر مدير عام أوقاف القدس، الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي، التوجيهات الملكية بتأسيس مركز ترميم مخطوطات المسجد الأقصى في مبنى المدرسة الأشرفية المملوكية الواقعة في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك عام 1999، بهدف الحفاظ على المدرسة وإحياء كنوز تاريخ إسلامي لا تقدر بثمن.
وبين أن العمل بالمشروع بدأ بإيفاد فريق موظفين إلى إيطاليا بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وتم استيراد أجهزة مختبر الترميم من إيطاليا عام 2005، غير أن سلطات الاحتلال أوقفت مختبر الترميم في ميناء أسدود ثلاث سنوات لغاية 2008، حين تدخل جلالة الملك شخصيا وأجبر سلطات الاحتلال على إدخال الأجهزة، فضلا عن تبرع جلالته السخي لنقل المختبر وتركيبه داخل الأقصى.
وفي كلمة للأمين العام بوزارة الأوقاف الفلسطينية، عميد مؤسسة إحياء التراث الفلسطيني، خليل كراجه الرفاعي، أشاد بدور وصاية جلالة الملك عبدالله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحرص جلالته على الحفاظ على التراث المخطوط والمكتوب.
أما مدير مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية، الدكتور محمد الصفدي، لفت إلى تعاون المؤسسة، التي تحتفظ بمئات آلاف من الوثائق التي تعد من مكنونات المسجد الأقصى والمحاكم الشرعية في القدس الشريف، مع مركز مخطوطات المسجد الأقصى، وبما يسهم في الحفاظ على هذا الإرث.
وأشار مدير السياحة والآثار في المسجد الأقصى الدكتور يوسف النتشة إلى أن إنجاز المشروع، جاء بتعاون وثيق بين خبراء من فلسطين والأردن واليونسكو لإجراء عملية تقييم منهجي مستمر للحصول على أفضل نتائج التدريب والتقنيات الدقيقة في حفظ المخطوطات.
من جهته، أعلن منسق مشروع مخطوطات المسجد الأقصى الدكتور وصفي كيلاني عن أن مبادرة جلالة الملك بخصوص مركز المخطوطات مستمرة، وأنه تم الانتهاء من إعداد مخطط إطلاق المرحلة الرابعة من مشروع استدامة مركز ترميم المخطوطات، بمنحة تبلغ قيمتها مليونا و871 ألف دولار.
وبين أن هذه المرحلة تهدف إلى تأهيل وتدريب خمسة موظفين جدد، في إطار استمرار العمل على الحفاظ على مئات المخطوطات والوثائق التاريخية ونسخ المصاحف القديمة من تراث المسجد الأقصى، حيث أن هناك حوالي 4000 مخطوطة، منها 1000 بحاجة إلى ترميم كبير، إَضافة إلى وجود ملايين الأوراق والوثائق التاريخية، كما ستشمل المرحلة الرابعة من المشروع خدمة المجتمع المقدسي والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية.
يشار إلى أن مركز مخطوطات الأقصى يحوي إرث أمة مثل: مخطوطة إحياء علوم الدين للإمام أبو حامد الغزالي، الذي كتبه في خلوته بباب الرحمة في المسجد الأقصى، وربعة الأزميري، وهي ثلاثون جزءا من القرآن الكريم تعود لبدايات الفترة العثمانية، إضافة إلى نسخ فريدة من صحيح الأمام مسلم تعود للفترة المملوكية.