هل يرغب إخوان الاردن بتحسين علاقاتهم مع الدولة على ظهور الصحفيين ؟
المدينة نيوز - داليدا العطي - : لم يكن يخطر في بال الإعلاميين أن يحمل لواء التشديد عليهم في مجلس النواب إخوان الاردن من خلال النائب المحترمة ديمة طهبوب ، إن كانت تمثلهم ، وإن لم تكن ، فبواسطة نائب في المجلس .
فإذا كانت طهبوب عضوا في جماعة الإخوان وتتحدث بصفتها نائبا مستقلا فإن على الإخوان المسلمين أن يوضحوا ذلك للراي العام ، أما إذا كانت غير عضو وتتحدث باسمهم فعليهم أن يوضحوا للناس أنها ليست من ضمن تشكيلتهم النيابية ، أو أن يبينوا ما سبب هذا الإنقلاب الشتوي ضد الإعلام في جماعة طالما اشتكت أنها ضحية الحكومات المتعاقبة ، إن لم نقل ضحية الدولة الاردنية وفق زعمها .
النائب الفائز عن الكوتا النسائية في الدائرة الثالثة في عمان ، من ضمن مرشحي التحالف الوطني للإصلاح المحسوبة على الإخوان المسلمين ديمة طهبوب طالبت في اجتماع لجنة التوجيه الوطني النيابية والذي عقد صباح الثلاثاء بفرض تشديد على الصحفيين في المجلس ، من خلال إلزامهم بارتداء باجات على صدورهم ، مكتوب فيها أسماؤهم وأسماء وسائلهم الإعلامية وخاصة المواقع الإخبارية ، وذلك في معرض مداخلة لها عن " خصوصة " النائب باعتبارها أمرا مقدسا لا يجوز الإقتراب منه وفق ما فهم ضمنا ، ومن ضمن ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام عن فضيحة ما عرف بالملوخية ، وكيف أن نائبتين في المجلس تبادلتا الرسائل في غمرة انعقاد الجلسة ومناقشة البيان الوزاري لحكومة الملقي ، مما أغضب الرأي العام . .
وقد وجهت طهبوب حديثها للصحفيين الذين تمت دعوتهم للإجتماع قائلة : " الشخصية العامة لها خصوصية ،انتم معنيين في أداء النائب داخل المجلس ،،إلا أذا كان سلوكه خارج المجلس لا يتناسب وصفته فلكم حق الرقابة " .
وقالت كمن يصدر أوامر عسكرية حرفيا : " بدنا ياكم تراقبوا وبدنا اياكم تسجلوا ولكن طريقة التعامل مع الخبر" مضيفة : " أنا مع ميثاق شرف يربط العلاقة بين المجلس والصحافة ، لا أخفيكم الوضع الآن متوتر " .
وكشفت عن طبيعة نيتها تجاه الإعلام قائلة : " احنا لا بدنا نكون أصحاب مع الإعلام ولا بدنا نكون خصوم " معيدة التأكيد على رفضها تصوير النواب تحت القبة بحركاتهم وسكناتهم جميعها ، مؤكدة أنها " مع الرقابة ولكن لا يصل الرقابة إلى مستوى التجريح والإستهزاء ".
ويقرأ من كلامها أن التوصية على 2 كيلو ملوخية أثناء انعقاد جلسة رسمية وإخبار الرأي العام بذلك هو استهزاء بالنواب والنائبات .
ومن ضمن ما ترغب طهبوب في فرضه على الإعلاميين ما قالته بحضور وزير الإعلام في لغة تحريضية واضحة :
على الصحفي أن يكون عضو في نقابة الصحفيين الأردنيين ،يجب أن يلبس باجة ويشمل ذلك المواقع الألكترونية " .
ويقول إعلاميون : إذا كانت جماعة الإخوان ترغب في تحسين علاقاتها مع الدولة الاردنية فإن هذا لا يجب أن يكون على حساب الصحافة والصحفيين ، وإن عليهم أن ينتهجوا سبيلا آخر ، لأن هذه الهفوة الإخوانية ، إن كانت طهبوب ضمنهم ، لا يجب أن تمر بسلام بدون بيان توضيحي أو تصريح صحفي ينهي اللبس الذي ساور الإعلاميين والمنظمات الحقوقية العاملة في الاردن ، والتي ستنعكس سمعة الاردن عندها سلبا بسبب مواقف يجهل أصحابها دور السلطة الرابعة والصحافة والقوانين التي تنظمها والتي أعطتها الحق بتصوير كل شيء في المجلس طالما أن الجلسة منعقدة رسميا ، وإلا انتفى دورها الرقابي ، وهي الصحافة التي لولاها لما كان هناك مجلس نواب ذي صيت لدى العامة ، وهذه النقطة أوضحها الزميل ماجد الأمير في الإجتماع مذكرا الحضور بأنه سبق للصحفيين أن قاطعوا مجلس النواب مما اضطر رئيس المجلس حينها المهندس عبد الهادي المجالي للذهاب إلى النقابة وتقديم اعتذار .
الزميلة داليدا العطي