الرئيس السلوفيني للملك : سنبذل كل ما بوسعنا لتحفيز العلاقات الاقتصادية
المدينة نيوز :– أكدت المباحثات التي أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية سلوفينيا، بوروت باهور، اليوم الأحد، أهمية تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.
وركزت المباحثات، التي جرت في قصر الحسينية، على التعاون في قطاعات الطاقة البديلة والمتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، والمياه، والسياحة العلاجية، والزراعة، والصناعات العسكرية.
كما تناولت المباحثات ما تشهده أزمات منطقة الشرق الأوسط من مستجدات، خصوصا ما يتعلق بالأزمة السورية والحرب على الإرهاب.
وأعرب جلالة الملك، في بداية مباحثات موسعة سبقتها ثنائية، عن ترحيبه بزيارة الرئيس باهور للمملكة، وقال إن هذا اللقاء في غاية الأهمية، ويشكل فرصة لبناء علاقات متينة بين البلدين.
وأضاف جلالته "قمت بزيارة بلدكم منذ فترة، وأعتقد أنه تجمعنا الكثير من الروابط المشتركة، ووجودكم هنا سيكون فرصة لتقوية العلاقات السياسية الجيدة أصلا، والبحث في الفرص الاقتصادية، خاصة في ظل التحديات التي نواجهها".
وعبر جلالة الملك عن تطلع الأردن للتعاون مع سلوفينيا في مجال الأمن والدفاع "للمضي جنبا إلى جنب في التصدي للتحديات المشتركة التي تواجهنا".
من جهته، أكد الرئيس السلوفيني أن "نهج الأردن وسلوفينيا متشابه جداً"، وقال "تتعاملون مع تحديات الإقليم المضطرب، فيما نتعامل نحن مع مشاكل في منطقة أقل تعقيدا".
واضاف "دعونا يا جلالة الملك أن نبذل ما بوسعنا من جهد من أجل العلاقات الاقتصادية بين بلدينا، فالعلاقات السياسية ممتازة جداً وقد ناقشنا كيف سنطورها أكثر في المستقبل".
ودعا الرئيس السلوفيني إلى بذل المزيد من الجهود من أجل استثمار الفرص الاقتصادية، وقال "لقد مر بلدكم بتحديات بسبب الظروف الأمنية في المنطقة، ولقد مررنا بظروف صعبة نتيجة الأزمة المالية العالمية، وأعتقد أن الوقت مناسب جداً لبذل كل ما بوسعنا لتحفيز العلاقات الاقتصادية".
وتابع قائلا "نحن حريصون على أن يكون لنا أصدقاء في كل دول العالم، ونجد في جلالتكم صديقا حقيقيا، وأود أن نعمّق هذه الصداقة بيننا وبين بلدينا وشعبينا، وهذا أمر في غاية الأهمية لمستقبل البلدين والشعبين، فأن نحظى بأصدقاء على امتداد العالم، يمكننا من التواصل بسهولة لتبادل الآراء، وتقديم الدعم ومشاركة الأفكار الملهمة، ويسعدني كثيرا أن يكون لدينا مثل هذه الصداقة معكم".
وأشار الرئيس باهور إلى زيارته إلى مخيم الزعتري للاجئين، وقال "إنكم تقومون بعمل كبير، فحجم هذا المخيم يقارب حجم ثالث أكبر مدينة في بلدنا، وهو يدار بطريقة جيدة والناس هناك يشعرون بالرضا، وإنني لم أرى بالواقع مخيم لاجئين يدار بهذه الطريقة المنظمة".
وأضاف "أود أن أشكركم على العمل الإنساني الكبير الذي تقومون به، كقائد لبلدكم، وقائد ينشد السلام في المنطقة كاملة وللمستقبل".
وشهدت المباحثات، التي تخللها مأدبة غداء بحضور كبار المسؤولين في البلدين، التأكيد على أهمية البناء على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الأردن وسلوفينيا، واللذين يرتبطان أيضا بمجلس أعمال مشترك، لزيادة حجم التعاون، وإقامة مشاريع استثمارية مشتركة، خاصة في ظل تنامي العلاقات الأردنية السلوفينية، خلال السنوات الماضية.
وأكد جلالة الملك أن هناك إمكانية كبيرة لتقوية العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين، لافتا جلالته، في هذا الصدد، إلى إمكانية الاستفادة من الميزات الاستثمارية في الأردن، واتفاقيات التجارة الحرة التي تربطه مع عدد من دول العالم، وكذلك تبادل الزيارات بين القطاع الخاص في البلدين.
وتم التأكيد، خلال المباحثات، على أهمية تفعيل مذكرة التفاهم بين ميناء العقبة وميناء كوبر السلوفيني، لتكون المملكة بوابة لأسواق المنطقة، وسلوفينيا مركزا للتجارة مع الشرق الأوسط.
وأكدت المباحثات ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ينهي دوامة العنف ويحفظ وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها.
وفي هذا السياق، جرى استعراض أعباء أزمة اللجوء السوري على المملكة والضغوطات التي تشكلها على مواردها المحدودة.
كما تناولت المباحثات الجهود الإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب وعصاباته، حيث أكد جلالة الملك أن إتباع نهج شمولي أمر بالغ الأهمية لمواجهة خطر الإرهاب، الذي يهدد الجميع في الشرق الأوسط والعالم.
وقال الرئيس السلوفيني خلال المباحثات "نقدر عاليا سعي جلالتكم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وما أتمناه هو أن يجمع المجتمع الدولي للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية"، مؤكدا "أنه رغم التحديات التي تواجه منطقتينا إلا أنه يجب أن نعمل معا لتعزيز التعاون بيننا".
وأشار الرئيس باهور إلى ما يشكله منتدى رجال الأعمال الأردني السلوفيني الذي يعقد في عمان، من فرصة لبناء علاقات تجارية، وشراكات بين القطاع الخاص في البلدين.
وحضر المباحثات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الدولة للشؤون الخارجية، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني غير المقيم في سلوفينيا، فيما حضرها عن الجانب البولندي الوفد المرافق للضيف.
وكانت جرت لفخامة الرئيس السلوفيني مراسم استقبال رسمية في قصر الحسينية، حيث كان جلالة الملك في مقدمة مستقبليه.
واستعرض جلالته والضيف حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني السلوفيني، والملكي الأردني.