مرضى ليبيون يحطون رحالهم في الاردن طلبا للعلاج من الشلل
المدينة نيوز :- حط ثلاثة ليبيين مصابين بشلل في اطرافهم السفلية، رحالهم في الأردن لتلقي العلاج بعد نصيحة من اطباء في بلادهم، التي تشهد حربا اهلية طاحنة، وهم متمسكون بامل العودة الى الحياة الطبيعية.
وجاء اختيارهم للعلاج في الاردن نظرا للتطور الذي تشهده المملكة على المستوى الطبي والسمعة التي تحظى بها، والتنوع في الكفاءات والخبرات خاصة التعامل مع مصابي الحروب.
المرضى الثلاثة تعرضوا لإصابات بالنخاع الشوكي ادت الى شلل في الاطراف السفلية مع فقد الاحساس، بحسب المدير الطبي لمستشفى عبد الهادي الدكتور فادي شهاب الذي استقبلهم منذ اسبوعين وأخضعهم بعد فحوصات متنوعة لجلسات مكثفة من العلاج الطبيعي.
وقال الدكتور شهاب، ان المرضى الثلاثة ابدوا تحسنا ملموسا في الوظائف الحركية والقوة العضلية بالأطراف السفلية وتحسنا في مستوى الاحساس بعد جلسات العلاج الطبيعي، مشيرا الى ان الاستمرار في العلاج الطبيعي سيؤدي الى مساعدتهم في الوقوف على اقدامهم والسير من جديد.
واضاف، "ان المرضى الثلاثة يعانون من مشكلة التحكم بالبول والبراز، ونحن بصدد تركيب جهاز متصل بالحبل الشوي لإعطاء اشارات كهربائية تساعدهم في ضبط التحكم".
من جهته، قال المعالج الطبيعي للحالات خالد ابراهيم، ان جلسات العلاج تركز على تنشيط الاعصاب باستخدام اجهزة متخصصة وتمارين علاجية لمنع الضمور العضلي وتحفيز الاعصاب والعضلات، لافتا الى ان الارادة القوية والاصرار والعزيمة والصبر والتعاون التي ابداها المرضى اسهمت في تحسن اوضاعهم ورفعت من قدرتهم على الاستجابة على مستوى العضلات والاعصاب.
وفي هذا السياق، اكد ابراهيم اهمية التعاون والتحمل والصبر في سرعة الشفاء، مشيرا الى حالة المريض الثالث الذي اصيب بقذيفة "ار بي جي" وهو سلاح مضاد للدروع، اثرت على النخاع الشوكي، وارتبطت صعوبة حالته بضعف مستوى تعاونه.
باسط حسن (26 عاما) اصيب قبل ثمانية اشهر بطلق ناري في النخاع الشوكي اثر على الحركة والإحساس بالجزء السفلي من الجسم، يقول لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، "بعد معاناة استمرت شهرا وتحسنا بطيئا في العلاج في مستشفيات ليبيا نصحه اطباؤه هو وغيره ممن يعانون من حالات معقدة وصعبة بالتوجه للأردن للحصول على علاج نوعي، اذ ان المستشفيات الاردنية تخصصت خلال الفترة الماضية بعلاج حالات الحروب المستعصية".
ويروي المهندس علي مصطفى، تاريخ اصاباته التي تعرض لها خلال سنوات الحرب كان اولها عام 2011، والثانية عام 2014، ثم الاصابة الاخيرة بداية العام الماضي برصاصة قناص استهدفت العمود الفقري وأدت الى قطع في الحبل الشوكي وشلل تام في الاطراف السفلية.
من جانبه، اكد مدير عام المستشفى الدكتور سامر عبد الهادي اهمية المحافظة على السمعة الطبية التي يحظى بها الاردن في السياحة العلاجية ولاسيما في الاختصاصات الطبية الفرعية والتخصصية والحالات المستعصية.
ويتلقى حاليا 70 مريضا ليبيا تعرضوا لإصابات حروب في بلادهم العلاج في مستشفى عبد الهادي الذي تحول منذ ثمانية اشهر من مستشفى متخصص بالعيون الى عام يقدم خدمات طبية متنوعة.
وفي هذا الصدد، اوضح الدكتور عبد الهادي، ان السعة الحالية للمستشفى 35 سريرا قابلة للزيادة الى 110 عند اكتمال عملية التوسعة التي بدأت اخيرا وتستمر عامين بتكلفة اجمالية تصل الى 45 مليون دينار شاملة الاجهزة والمعدات والمباني.
واشار الى ان المستشفى يقدم خدمات طبية في تخصصات الجراحة والقلب والاعصاب والعمود الفقري والعظام والنسائية والباطني وتكميم المعدة والانف والاذن والانف والحنجرة والقوقعة والتجميل وغيرها.