تاريخ الاتصال عند العرب
كتاب جديد للأستاذ الدكتور عصام سليمان الموسى ، يؤرخ للاتصال والإعلام العربي ، منذ 150 سنة قبل الميلاد إلى الحاضر الرقمي ، وهو موضوع جديد وملفت للنظر ، لأن العرب ليسوا في مقدمة شعوب العالم في مجالات الاتصال والإعلام ، فهل كانوا في المقدمة يوماً ما.
يقول المؤلف أنه وجد أول ذكر للعرب كأمه عند القرن التاسع قبل الميلاد ، وهذا لا يعني أنه لم يكن للعرب وجود قبل ذلك ، لكن أول دولة عربية مستقلة أظهرت قدرة على التنظيم الإداري كانت مملكة الأنباط التي نشأت في القرن السادس قبل الميلاد.
الأنباط اخترعوا أو طوروا الحرف العربي المستعمل اليوم ، والحرف يكوّن الكلمة وهي أساس الحضارة المعاصرة.
ويكشف المؤلف لأول مرة عن دور هام للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ، لا تذكرها كتب التاريخ ، وهو دوره في صناعة الورق ، وهو وسيلة الاتصال التي يستخدمها العالم.
صحيح أن الأرووبيين هم الذين اخترعوا المطبعة في 1439 التي تشكل ثورة في عالم الاتصال ، ولكن المطبعة ما كانت لتقوم لولا الورق الذي هيأته العرب.
الدكتور عصام سليمان الموسى مؤرخ وباحث ، نشأ في بيت مؤرخ وباحث ، فكان البحث والتنقيب جزءاً لا يتجزأ من شخصيته وقد استطاع أن يتميز في موضوع الاتصال الذي درّسه في الجامعات الاردنية على مدى سنوات عديدة.
يمثل الكتاب فتح صفحـة جديدة في علم الاتصال عند العرب لم تكتب من قبل ، ومن الضروري أن يتوفر هذا الكتاب في جميع المكتبات في العالم العربي.
يشير المؤلف إلى تحريم المطابع في الدولة العثمانية فقد أفتى شيخ الإسلام العثماني أن المطبعة رجس من عمل الشيطان ، مما أسهم في إخراج العرب من تاريخ الحضارة الإنسانية لمدة أربعة قرون وأدخلهم في مرحلة جمود وانحطاط تحت حكم الدولة العثمانية التي لم تسمح بدخول المطبعة حتى أواسط القرن الثامن عشر.
من الغريب أن السلطان العثماني سمح لليهود بإقامة مطبعة خاصة بهم في اسطنبول منذ عام 1494 شرط أن لا يصدروا كتباً عربية والاقتصار على الحروف العبرية واللاتينية ، ثم ُسمح للعرب المسيحيين كأقلية طائفية باستخدام المطبعة منذ 1610.
ليس غريباً والحالة هذه أن ينهض المسيحيون العرب في سوريا ولبنان بالمهمة الصعبة ، حيث ظهـرت أول مطبعة عربية في حلب تعود للطائفة الأرثوذكسية ، ثم جاءت مطابع الموازنة في جبل لبنان ابتداءً من عام 1733 ، وأخيراً أفتى شيخ الإسلام العثماني بجواز المطبعة!
(الراي2016-12-09)