الحب بعض الإيمان
إنْ أردت التغلب على مصاعب الحياة، فعليك التعامل معها بالقطعة، وبمعزلٍ عن أي قطعة متعلقة، أو مشابهة، وحاول الاستمتاع بوقتك ما بين قطعة وأخرى، دون أنْ تلقي بالا لما فيهما!
قد لا تبدو هذه الفكرة مجدية، وربما قد نراها مستحيلة، ولكنها الطريقة الوحيدة للإبقاء على رأسك ثابتا بين جنبيك، بعد أن جُن العالم كله، وتحول إلى ما يشبه الغابة، بل أكثر سوءا منها، فللغابة قوانين وأخلاقيات، غابت عن عالم البشر، أو كادت!
ثمة أكثر من سبب للفرح وللحياة، لا مفر من مواجهة ما نعيشه، وكي يكون أكثر احتمالا، لا بد من «تكثير» مساحة المتفق عليه مع الآخرين، وإبعاد المختلف عليه، ولو مؤقتا، فلنعش ما هو متاح، ولنفرد لبقية الهموم والكوارث وقتها!
في القلب متسع لبحر زاخر من العواطف. قليلون هم الذين يجيدون استعمال هذا «العضو» العجيب، واستثمار مخزونه الرائع؛ لجعل مصاعب الحياة أكثر احتمالًا!
علمتني الحياة أنَّ أكبر مستودع على وجه الأرض، هو أنت، أيها الإنسان، فلدينا من احتياطي الطاقة والقوة والعاطفة، ما لا نعرف مقداره إلا عندما نحتاجه!
نحن بحاجة بين حين وآخر لاقتراف فعل ما منافٍ للرتابة؛ لإدخال شيء من البهجة لنفوس كلَّت وملَّت من مراقبة ما يجري على مسرح الحياة العربي!
الشراكة الوحيدة التي لا تتخللها المشاحنات، ربما، هي شراكتك مع نفسك، كم تصبح حينها متسامحًا وواسع الصدر، في التعامل مع الأخطاء والهفوات، وحتى الحماقات!
خارج النص..
مما قرأت لجبران، بتصرف طفيف: طالما أني لا أسبب أَذًى لأحد، لا يهمني إن أحبني أحدهم أو لم يحبني، أنا لست على هذه الأرض لتسلية أحد !
ومن روائع الرافعي: الحبُّ بعضُ الإيمان: وكما أنَّ الطريق إلى الجنة من الإيمان بكلِّ قوى النفس؛ فإنَّ الطريق إلى الحبِّ من قوةٍ لا تنقص عن الإيمان إلا قليلاً؛ والخطوة التي تقطع مسافةً قصيرةً إلى القلب، تقطع مسافةً طويلةً إلى السماء!
(الدستور2016-12-16)