توقعات الصندوق لاقتصادات العالم
لا أدري لماذا يكلف صندوق النقد الدولي نفسه عناء نشر تقديرات لنسبة النمو المتوقعة في سنة قادمة ولجميع دول العالم ، خاصة وأن توقعاته في السنوات السابقة لم تكن موفقة ، كما أن الصندوق كغيره ، فشل في التنبؤ بحدوث الأزمة الاقتصادية العالمية.
في آخر تقديرات للصندوق رسم بياني يوضح نسبة النمو المتوقعة في جميع دول العالم. صدق أو لا تصدق أن الصندوق تنبأ بأن على رأس دول العالم في معدل النمو ستكون ليبيا 5ر13% ، واليمن 12%!!.
يفسر الصندوق تقديراته الشاذة لبعض البلدان فيقول أن ليبيا مثلاً سوف تستأنف تصدير البترول ، وأن الحرب الاهلية في اليمن سوف تتوقف ، وحيث ان اقتصادات البلدين المنكوبين هي الان في الحضيض فإن أي تحسن سوف يعطي نسبة عالية.
يقول الصندوق أن الهند تنوي فرض ضريبة مبيعات شاملة تحل محل عدد كبير من الضرائب المتفرقة ، وستنمو في عام 2017 بنسبة 5ر7% أي ستكون الاولى عالمياً بعد ليبيا واليمن طبعاً!.
ويرى الصندوق أن الصين سوف تركز على النمو وتقليل الاعتماد على الصادرات والاستثمارات ، وبالتالي سوف تحقق نمواً بنسبة 6% في العام القادم.
ويعتقد الصندوق أن نقص العملات الأجنبية هو الذي يحد من النمو الاقتصادي في مصر ، ولذا فإن قرض الصندوق البالغ 12 مليار دولار سوف يطلق نسبة نمو جيدة وسيكون النمو في حدود 5ر3%.
أما إيران فيعتقد الصندوق أنها ستحقق نمواً لا يقل عن 4% بسبب زيادة إنتاج وتصدير النفط والرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية ، ويتوقع الصندوق أن يعاد انتخاب الزعيم المعتدل روحاني رئيساً في أيار القادم.
ومن بين حوالي ماية دولة ظهرت على جدول التوقعات لسنة 2017 جاء الأردن في الموقع 96 من بين حوالي 200 دولة وبنسبة نمو 3% ، نسبة جيدة وموقع لا بأس به.
يقول الصندوق أن توالي سنوات من معدلات النمو المخيبة للآمال ، جعلت الجمهور يعتقد أن هذا الهبوط هو الوضع العادي الجديد وليس مجرد دوره عابرة يعود الاقتصاد بعدها إلى الانطلاق.
ويضيف أن الحكومات والبنوك المركزية في حالة حيرة ، لا تدري ما يجب عليها أن تفعل لتحسين الوضع ، فهناك قدر من التشاؤم الذي يحقق ذاته ، وحتى الشركات الكبرى تتصرف بتحفظ شديد وتتردد في الانفاق على الأبنية والمعدات والبرامج الإلكترونية.
صندوق النقد الدولي ليس محظوظاً في مضمار التوقعات فبعض توقعاته تتحقق بالصدقة وأكثرها خاطئ.
(الراي 2016-12-23)