فلسطين.. مسألة أرقام
صار لدينا رقم جديد نضعه في ذاكرتنا، ونستفيد منه في المقالات والدراسات والمظاهرات والمسيرات، هو ٢٣٣٩، وما بين القرارين ٢٤٢ و٣٣٨، وما قبلهما وما بعدهما، نحمل في ذاكرتنا العشرات من الأرقام التي أتحفتنا بها الأمم المتحدة، مجلس أمن وجمعية عامة، وكلّها لصالحنا، والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه!
غير تلك القرارات، هناك العشرات لصالحنا التي استعملت واشنطن ضدّها حقّ النقض، وقالت “فيتو”، ولكنّها تمّنت علينا هذه المرّة، لا لسبب سوى لأنّ سلطة البيت الأبيض بدون سلطة، بانتظار صاحب البيت الجديد الذي يعلن منذ الآن أنه ضدّه، وهكذا فقد امتنعت عن التصويت، وكثّر الله خيرها على ذلك!
الإعلام الفلسطيني، والعربي بالطبع، هلّل للقرار، واعتبره نصراً مؤزراً يدخل في سجلّ انتصاراتنا الوهمية، واختلفنا حول موقف مصر، ولكنّ نصّ القرار لم يتم نشره كما هو، وهو يحمل في ثناياه كالعادة عوامل نسفه، ولكن كلّ شيء عند العرب صابون، كما يقول المثل!
لن نفرح، كغيرنا، على القرار الجديد، ولن نهلّل له، وسنضعه في الأدراج العتيقة ليأكله الغبار كما كلّ ما سبقه من قرارات، ونعترف أنّنا أصغر من أيّ حرف من حروف حملتها قضيّة العصر، القضية الفلسطينية، ونقول أكثر: إنّ رقماً مميزاً على لوحة سيارة عربية يمكن أن يباع بأكثر من هذا الرقم الأممي الجديد: ٢٣٣٩.
السبيل 2016-12-25